الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ }

{ فارتقب } الارتقاب جشم داشتن يعنى منتظر شدن. والمعنى فانتظر يا محمد لكفار مكة على ان اللام للتعليل وبالفارسية بس تومنتظر باش براى ايشان { يوم تأتى السماء بدخان مبين } ظاهر لا شك فيه ويوم مفعول ارتقب والباء للتعدية يعنى آن روزكه آسمان دودى آرد آشكارا. ويجوز أن يكون ظرفا له والمفعول محذوف اى ارتقب وعد الله فى ذلك اليوم أطلق الدخان على شدة القحط وغلبة الجوع على سبيل الكناية او المجاز المرسل والمعنى فانتظر لهم يوم شدة ومجاعة فان الجائع يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان اما لضعف بصره او لأن فى عام القحط يظلم الهوآء لقلة الامطار وكثرة الغبار ولذا يقال لسنة القحط السنة الغبرآء كما قالوا عام الرمادة والظاهر ان السنة الغبراء ما لا تنبت الارض فيها شيئا وكانت الريح اذا هبت ألقت ترابا كالرماد او لان العرب تسمى الشر الغالب دخانا واسناد الاتيان الى السماء لان ذلك يكفها عن الامطار فهو من قبيل اسناد الشئ الى سببه وذلك " ان قريشا لما بالغوا فى الاذية له عليه السلام دعا عليهم فقال " اللهم اشدد وطأتك على مضر " أى عقابك الشديد يعنى خذهم اخذا شديدا " واجعلها عليهم سنينا كسنى يوسف " وهى السبع الشداد فاستجاب الله دعاءه فاصابتهم سنة اى قحط حتى اكلوا الجيف والجلود والعظام والعلهز وهو الوبر والدم اى يخلط الدم بأوبار الابل ويشوى على النار كان الرجل يرى بين السماء والارض الدخان من الجوع وكان يحدث الرجل ويسمع كلامه ولا يراه من الدخان وذلك قوله تعالى