الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ }

{ وقالوا } اى قومك { ءآلهتنا خير } اى عندك فان آلهتهم خير عندهم من عيسى { ام هو } اى عيسى اى ظاهر أن عيسى خير من آلهتنا فحيث كان هو فى النار فلا بأس بكوننا مع آلهتنا فيها روى ان الله تعالى انزل قوله تعالى جواباان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون } يدل على ان قوله وما يعبدون من دون الله خاص بالاصنام وروى انه عليه السلام رد على بن الزبعرى بقوله " ما اجهلك بلغة قومك اما فهمت ان ما لما لا يعقل " فيكون ان الذين سبقت الخ لدفع احتمال المجاز لا لتخصيص العام المتأخر عن الخطاب وفى هذا الحديث تصريح بأن ما موضوع لغير العقلاء لا كما يقول جمهور العلماء انه موضوع على العموم للعقلاء وغيرهم كما فى بحر العلوم وقد بين عليه السلام ايضا بقوله " بل هم عبدوا الشياطين التى امرتهم بذلك " ان الملائكة والمسيح وعزيرا بمعزل عن ان يكونوا معبوديهم كما نطق به قوله تعالىسبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن } وانما اظهروا الفرح ورفع الاصوات من اول الامر لمحض وقاحتهم وتهالكهم على المكابرة والعناد كما ينطق به قوله تعالى { ما ضربوه لك الا جدلا } الجدل قتل الخصم عن قصده لطلب صحة قوله وابطال غيره وهو مأمور به على وجه الانصاف واظهار الحق بالاتفاق وانتصاب جدلا على انه مفعول له للضرب اى ما ضربوا لك ذلك المثل الا لاجل الجدال والخصام لا لطلب الحق حتى يذعنوا له عند ظهوره ببيانك. قال بعض الكبار ان قال عليه السلام آلهتكم خير من عيسى فقد اقر بأنها معبودة وان قال عيسى خير من آلهتكم فقد اقر بأن عيسى يصلح لان يعبد وان قال ليس واحد منهم خيرا فقد نفى عيسى فراموا بهذا السؤال ان يجادلوه ولم يسألوه للاستفادة فبين الله ان جدالهم ليس لفائدة انما هو لخصومة نفس الانسان فقال { بل هم قوم خصمون } اى لد شداد الخصومة بالباطل مجبولون على اللجاج والخلاف كما قال الله تعالىوكان الانسان اكثر شئ جدلا } وذلك لانهم قد علموا ان المراد من قوله وما يعبدون من دون الله هؤلاء الاصنام بشهادة المقام لكن ابن الزبعرى لما رأى الكلام محتملا للعموم بحسب الظاهر وجد مجالا للخصومة وفى الحديث " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اتوا الجدل " ثم قرأ ما ضربوه لك الآية