الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ }

{ فجعلناهم سلفا } اما مصدر سلف يسلف كطلب يطلب بمعنى التقدم وصف به الاعيان للمبالغة فهو بمعنى متقدمين ماضين او جمع سالف كخدم جمع خادم ولما لم يكن التقدم متعديا باللام فسروه بالقدوة مجازا لان المتقدمين يلزمهم غالبا ان يكونوا قدوة لمن بعدهم فالمعنى فجعلناهم قدوة لمن بعدهم من الكفار يسلكون مسلكهم فى استيجاب مثل ما حل بهم من العذاب وفى عين المعانى فجعلناهم سلفا فى النار { ومثلا للآخرين } اللام متعلق بكل من سلفا ومثلا على النازع اى عظة للكفار المتأخرين عنهم والعظة ليس من لوازمها الاتعاظ او قصة عجيبة تسير مسير الامثال لهم فيقال مثلكم مثل قوم فرعون وقال الكاشفى كردانيديم ايشانرابندى وعبرتى براى بيشينيان كه درمقام اعتبارباشندجه ملاحظه قصه عجيبه ايشان معتبررا در تقلب احوال كفايتيست واز جمله آنكه جون فرعون باب نازشى كرد اوراهم باب غرقه ساختند وبد آنجه نازيد بفرياد او نرسيد. درسردارى كه باشدت سردارى. هم درسران روى كه درسردارى. وفى الآية اشارة الى ان الغضب فى الله من الفضائل لا من الرذآئل وعن سماك ابن الفضل قال كنا عند عروة بن محمد وعنده وهب بن منبه فجاء قوم فشكوا عاملهم واثبتوا على ذلك فتناول وهب عصا كانت فى يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى ادماه فاستهانها عروة وكان حليما وقال يعيب علينا ابو عبد الله الغضب وهو يغضب فقال وهب ومالى لا اغضب وقد غضب الذى خلق الاحلام ان الله يقول فلما آسفونا الخ وفيها اشارة ايضا الى ان اغضاب اوليائه اغضابه تعالى حتى قالوا فى آسفونا آسفوا رسلنا واولياءنا اضاف الايساف الى نفسه اكراما لهم قال ابو عبد الله الرضى ان الله لا يأسف كأسفنا ولكن له اولياء يأسفون ويرضون فجعل رضاهم رضاه وغضبهم غضبه فينتقم لأوليائه من اعدآئه كما اخبر فى حديث ربانى " من عادى لى وليا فقد بارزنى بالحرب وانى لاغضب لأوليائى كما يغضب الليث الجريئ لجروه " قال فى التأويلات النجمية هذا اصل فى باب الجمع اضاف ايساف اوليائه الى نفسه وفى الخبر " انه يقول مرضت فلم تعدنى " وقال فى صفة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلممن يطع الرسول فقد اطاع الله } وفى عرآئس البقلى فلما قاموا على دعاويهم الباطلة وكلماتهم المزخرفة وبدعهم الباردة واصروا على اذى اوليائنا واحبائنا غضبنا وسلطنا عليهم جنود قهرياتنا وأمتناهم فى اودية الجهالة واغرقناهم فى بحار الغفلة وجردنا قلوبهم عن انوار المعرفة وطمسنا اعين اسرارهم حتى لا يروا لطائف برنا على اوليائنا قال سهل لما اقاموا مصرين على المخالفة فى الاوامر واظهار البدع فى الدين وترك السنن اتباعا للآرآء والاهوآء والعقول نزعنا نور المعرفة من قلوبهم وسراج التوحيد من اسرارهم ووكلناهم الى ما اختاروه فضلوا واضلوا ومن الله الهداية لموافقة السنة ومنه المنة