الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ }

{ وما كان لهم من اولياء ينصرونهم } بدفع العذاب عنهم { من دون الله } حسبما كانوا يرجون ذلك فى الدنيا { ومن يضلل الله } وهركرا كمراه سازد خداى تعالى { فماله من سبيل } يؤدى سلوكه الى النجاة وفى التأويلات النجمية ومن يضلل الله بان يشغله بغيره فماله من سبيل يصل به الى الله تعالى قال ذو النون المصرى قدس سره رأيت جارية فى جبل انطاكية فقالت لى الست ذا النون قلت كيف عرفت قالت عرفتك بمعرفة الحبيب ثم قالت ما السخاء قلت البذل والعطاء قالت ذاك سخاء الدنيا فما سخاء الدين قلت المسارعة الى طاعة رب العالمين قالت تريد شيئا قلت نعم قالت تأخذ العشرة بواحد لقوله تعالىمن جاء بالحسنة فله عشر امثالها } فاين السخاء قلت فما السخاء عندك قالت انما هو أن يطلع على قلبك فلا يرى فيه غيره ويحك يا ذا النون انى اريد ان اسأل شيئا منذ عشرين سنة واستحيى منه مخافة أن اكون كأجير السوء اذا عمل طلب الاجرة فلا تعمل الا تعظيما لهيبته فعلم ان اخراج الغير من القلب والاشتغال بالله تعالى من اوصاف الخواص فمن اهتدى به ربح ومن ضل عنه خسر وهو بيد الله تعالى اذ هو الولى فعلى العبد ان يسأل الهداية ويطلب العناية حتى يخرجه الله من ظلمات نفسه الامارة الى انوار تجليات الروحانية ويجعل له اليه سبيلا ينجو به من المهالك حكى ان شيخا حج مع شاب فلما احرم قال لبيك فقيل له لا لبيك فقال الشاب للشيخ ألا تسمع هذا الجواب فقال كنت اسمع هذا الجواب منذ سبعين سنة قال فلأى شىء تتعب فبكى الشيخ فقال فالى اى باب التجئ فقيل له قد قبلناك فهذا من هداية الله الخاصة فافهم جدا قال الصاحب بنوميدى مده تن كرجه دركام نهنك افتى كه دارد دردل كرداب بحر عشق ساحلها