الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ }

{ ولمن صبر } على الاذى واللام للابتدآء ومن موصولة مبتدأ { وغفر } لمن ظلمه ولم ينتصر وفوض امره الى الله تعالى وعن على رضى الله عنه الجزع اتعب من الصبر
درحوادث بصبر كوش كه صبر برضاى خداى مقرونست   
{ ان ذلك } منه لانه لا بد من العائد الى المبتدأ فحذف ثقة بغاية ظهوره كما فى قوله السمن منوان بدرهم وفى حواشى سعدى المفتى قد يقال لا حاجة الى تقدير الراجع لان ذلك اشارة الى صبره لا الى مطلق الصبر فهو متضمن للضمير فان قلت ان دلالة الفعل انما هى على الزمان ومطلق الحدث كما قرر فالظاهر رجوع الضمير اليه قلت نعم ولكن اسناده الى ضمير من يفيده { لمن عزم الامور } اى من معزومات الامور اى مما يجب العزم عليه من الامور بايجاب العبد على نفسه لكونه من الامور المحمودة عند الله تعالى والعزم عقد القلب على امضاء الامر والعزيمة الرأى الجد كما فى المفردات وبالفارسية ازمهم ترين كارها اسب واين فى الحقيقة ازكار مردانست كه همه كس راقوات اين نباشدكه جفا كشد و وفاكند قال الحافظ جفا خوريم وملامت كشيم وخوش باشيم كه در طريقت ما كافريست رنجيدن. قال فى برهان القرءآن قوله تعالى ان ذلك لمن عزم الامور وفى لقمان من عزم الامور لان الصبر على الوجهين صبر على مكروه ينال الانسان ظلما فمن قتل بعض اعزته وصبر على المكروه ليس كمن مات بعض اعزته فالصبر على الاول اشد والعزم عليه اوكد وكان ما فى هذه السورة من الجنس الاول لقوله ولمن صبر وغفر فأكد الخبر باللام والآية فى المواد التى لا يؤدى العفو فيها الى الشر كما اشير اليه فان العفو مندوب اليه ثم قد ينعكس الامر فى بعض الاحوال فيرجع ترك العفو مندوبا اليه وذلك اذا احتيج الى كف زيادة البغى وقطع مادة الاذى يحكى ان رجلا سب رجلا فى مجلس الحسن رحمه الله فكان المسبوب يكظم ويعرق فيمسح العرق ثم قام فتلا هذه الاية فقال الحسن عقلها والله وفهمها اذ ضيعها الجاهلون قال ابو سعيد القرشى رحمه الله الصبر على المكاره من علامات الانتباه فمن صبر على مكروه يصيبه ولم يجزع اورثه الله تعالى حالة الرضى وهو اجل الاحوال ومن جزع من المصائب وشكاها وكله الله الى نفسه ثم لم ينفعه شكواه وقال بعضهم من صبر فى البلوى من غير شكوى وعفا بالتجاوز عن الخصم فلا يبقى لنفسه عليه دعوى بل يبرأ خصمه من جهة ما عليه من كل دعوى فى الدنيا والعقبى ان ذلك لمن عزم الامور " وروى ان ازواج النبى عليه السلام اجتمعن فارسلن فاطمة رضى الله عنها اليه يطلبن منه ان يحبهن كعائشة فدخلت عليه وهو مع عائشة فى مرطها وهو بالكسر كساء من صوف او خز فقالت ما قلن رضى الله عنهن فقال عليه السلام لفاطمة " اتحبيننى " فقال نعم قال " فاحبيها "

السابقالتالي
2