الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }

{ سنريهم } زود باشدكه بنمايم ايشانرا يعنى كفار قريش را { آياتنا } الدالة على حقيقة القرءآن وكونه من عند الله { فى الآفاق } جمع افق وهى الناحية من نواحى الارض وكذا آفاق السماء نواحيها واطرافها والآفاق ما خرج عنك وهو العالم الكبير من الفرش الى العرش والانفس ما دخل فيك وهو العالم الصغير وهو كل انسان بانفراده والمراد بالآيات الآفاقية ما اخبرهم النبى عليه السلام من الحوادث الآتية كغلبة الروم على فارس فى بضع سنين وآثار النوازل الماضية الموافقة لما هو المضبوط المقرر عند اصحاب التواريخ والحال انه عليه السلام امى لم يقرأ ولم يكتب ولم يخالط احد او ما يسر الله له ولخلفائه من الفتوح والظهور على آفاق الدنيا والاستيلاء على بلاد المشارق والمغارب على وجه خارق للعادة اذ لم يتيسر امثالها لاحد من خلفاء الارض قبلهم { وفى انفسهم } هو ما ظهر فيما بين اهل مكة من القحط والخوف وما حل بهم يوم بدر ويوم الفتح من القتل والمقهورية ولم ينقل الينا أن مكة فتحت على يد احد قبل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وكذا قتل اهلها واسرهم وقيل فى الآفاق اى فى اقطار السموات والارض من الشمس والقمر والنجوم وما يترتب عليها من الليل والنهار والاضواء والظلال والظلمات ومن النبات والاشجار والانهار وفى انفسهم من لطيف الصنعة وبديع الحكمة فى تكوين الاجنة فى ظلمات الارحام وحدوث الاعضاء العجيبة والتراكيب الغريبة كقوله تعالىوفى انفسكم افلا تبصرون } واعتذر بان معنى السين مع أن ارآءة تلك الايات قد حصلت قبل ذلك انه تعالى سيطلعهوم على تلك لايات زمانا فزمانا ويزيدهم وقوفا على حقائقها يوما فيوما قالوا الآفاق هو العالم الكبير والانفس هو العالم الصغير. وهرجه از دلائل قدرت درعالم كبيراست نمودار آن عالم صغيراست وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر جميع آنجه درعالم است مفصلا در نشأت أنسان است مجملا بل انسان عالم صغير مجملست ازروى صورت وعالم انسان كبير اما ازروى قدرت مرتبه انسان كبيرست وعالم انسان صغير
اى آنكه تر است ملك اسكندر وجم از حرص مباش دربى نيم درم عالم همه درتست وليكن از جهل بنداشته تو خويش را در عالم   
فجسم الانسان كالعرش ونفسه كالكرسى وقلبه كالبيت المعمور واللطائف القلبية كالجنان والقوى الروحانية كالملائكة والعينان والاذنان والمنخران والسبيلان والثديان والسرة والفم كالبروج الاثنى عشر والقوة الباصرة والسامعة والذآئقة والشامة واللامسة والناطقة والعاقلة كالكواكب السبعة السيارة وكما أن رياسة الكواكب بالشمس والقمر واحدهما يستمد من الآخر فكذلك رياسة القوى بالعقل والنطق وهو اى النطق مستمد من العقل وكما أن فى العالم الكبير ستين وثلاثمائة يوم فكذا فى الانسان ستون وثلاثمائة مفصل وكما أن للقمر ثمانية وعشرين منزلا يدور فيها فى كل شهر فكذا فى الفم ثمانية وعشرون مخرجا للحروف وكما أن القمر يظهر فى خمس عشرة ليلة ويخفى فى الباقى كذلك التنوين والنون الساكنة يخفيان عند ملاقاتهما خمسة عشر حرفا وكما أن فى العالم الكبير ارضا وجبالا ومعادن وبحارا وانهارا وجداول وسواقى فجسد الانسان كالارض وعظامه كالجبال التى هى اوتاد الارض ومخه كالمعادن وجوفه كالبحار وامعاؤه كالانهار وعروقه كالجداول والسواقى وشحمه كالطين وشعره كالنبات ومنبت الشعر كالتربة الطيبة وانسه كالعمران وظهره كالمفاوز ووحشته كالخراب وتنفسه كالرياح وكلامه كالرعد واصواته كالصواعق وبكاؤه كالمطر وسروره كضوء النهار وحزنه كظلمة الليل ونومه كالموت ويقظته كالحياة وولادته كبدء سفره وايام صباه كالربيع وشبابه كالصيف وكهولته كالخريف وشيخوخته كالشتاء وموته كانقضاء مدة سفره والسنون من عمره كالبلدان والشهور كالمنازل والاسابيع كالفراسخ وايامه كالاميال وانفاسه كالخطى فكلما تنفس نفسا كأنه يخطو خطوة الى اجله

السابقالتالي
2 3