الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ }

{ من } هركه { عمل صالحا } بان آمن بالكتب وعمل بموجبها { فلنفسه } فعمله او فنفعه لنفسه لا لغيره { ومن اساء } وهركه بكند عمل بد والاساءة بدى كردن { فعليها } ضرره لا على غيرها { وما ربك بظلام للعبيد } فيفعل بهم ما ليس له ان يفعله بل هو العادل المتفضل الذى يجازى كل احد بكسبه وهو اعتراض تذييلى مقرر لمضمون ما قبله مبنى على تنزيل ترك اثابة المحسن بعمله او اثابة الغير بعمله وتنزيل التعذيب بغير اساءة او باساءة غيره منزلة الظلم الذى يستحيل صدوره عنه سبحانه اى هو منزه عن الظلم يقال من ظلم وعلم أنه يظلم فهو ظلام وقال بعضهم اصله وما ربك بظالم ثم نقل مع نفيه الى صيغة المبالغة فكانت المبالغة راجعة الى النفى على معنى أن الظلم منفى عنه نفيا مؤكدا مضاعفا ولو جعل النفى داخلا على صيغة المبالغة بتضعيف ظالم بدون نفيه ثم ادخل عليه النفى لكان المعنى أن تضعيف الظلم منفى عنه تعالى ولا يلزم منه نفيه عن اصله والله تعالى منزه عن الظلم مطلقا ويجوز ان يقال صيغة المبالغة باعتبار كثرة العبيد لا باعتبار كثرة الظلم كما قال تعالىولا يظلم ربك احدا } وفى الحديث القدسى " انى حرمت الظلم على نفسى وعلى عبادى ألا فلا تظالموا " بفتح التاء اصله تتظالموا والظلم هو التصرف فى ملك الغير او مجاوزة الحد وهذا محال فى حق الله تعالى لأن العالم كله ملك وليس فوقه احد يحد له حدا ولا تجاوز عنه فالمعنى تقدست وتعاليت عن الظلم وهو ممكن فى حق العباد ولكن الله منعهم عنه وفى الحديث " من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الاسلام " وفى حديث آخر " من مشى خلف ظالم سبع خطوات فقد اجرم " قال الله تعالىانا من المجرمين منتقمون } وكان من ديدن السلطان بسمرقند الامتحان بنفسه مرات لطلبة مدرسته المرتبين اعالى واواسط وادانى بعد تعيين جماعة كثيرة من العدول غير المدرس للامتحان من الافاضل حذرا من الحيف وكان يعد الحيف فى الرتبة بين المستعدين من قبيل الكفر فى الدين واكثر المستعدين فى هذا الزمان على الخذلان والحرمان قال الصائب تير بختى لازم طبع بلندافتاده است باى خودراجون تواند داشتن روشن جراغ. فينبغى للعاقل ان يسارع الى الاعمال الصالحة دآئما خصوصا فى زمان انتشار الظلم والفساد وغلبة الهوى على النفوس والطباع فان الثبات على الحق فى مثل ذلك الوقت افضل واعظم قال ابن الماجشون وهو اى الماجشون كان من اهل المدينة وكان مع عمر بن عبد العزيز فى ولايته على المدينة لما خرج روح ابى وضعناه على السرير فدخل عليه غاسل فرأى عرقا يتحرك فى اسفل قدمه فمكث ثلاثة ايام ثم استوى جالسا وقال ائتونى بسويق فأتوا به فشرب فقلنا له خبرنا ما رأيت قال عرج بروحى فصعد بى الملك حتى اتى الى السماء الدنيا فاستفتح ففتح له حتى انتهى الى السابعة فقيل له من معك قال الماجشون فقيل لم يؤذن له بعد بقى من عمره كذا ثم هبط بى فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم وابو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه فقلت للملك انه لقريب المقعد من رسول الله عليه السلام قال انه عمل بالحق فى زمن الجور وانهما عملا بالحق فى زمن الحق بقومى كه نيكى بسندد خداى

السابقالتالي
2