الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ }

{ وذلكم } الظن ايها الاعدآء وهو مبتدأ خبره قوله { ظنكم الذى ظننتم بربكم } والا فالله تعالى عالم بجميع الكليات والجزئيات لأنه متجل باسمائه وصفاته فى جميع الموجودات وهو خالق الاعمال وسائر الاعراض والجواهر والمطلع على البواطن والسرائر كما على الظواهر والتغاير بين العنوانين امر جلى لظهور ان ظن عدم علم الله غير الظن بالرب فيصح ان يكون خبرا له { ارداكم } خبر آخر له اى اهلككم وطرحكم فى النار { فاصبحتم } اى صرتم بسبب ذلك الظن السوء الذى اهلككم { من الخاسرين } اززيانكاران. اذ صار ما منحوا لسعادة الدارين من القوة العاقلة والاعضاء سببا لشقاء النشأتين اما كونها سببا لشقاء الآخرة فظاهر واما كونها سببا لشقاء الدنيا فمن حيث انها كانت مفضية فى حقهم بسوء اختيارهم الى الجهل المركب بالله سبحانه وصفاته واتباع الشهوات وارتكاب المعاصى وفى التأويلات النجمية من الخاسرين الذين خسروا بذر ارواحهم فى ارض اجسادهم بان لم يصل اليه ماء الايمان والعمل الصالح ففسد حتى صاروا بوصف الاجساد صما بكما عميا فهم لا يعقلون وفى بحر العلوم من الخاسرين اى الكاملين فى الخسران حيث ظننتم بالله ظن السوء وسوء الظن بالله من اكبر الكبائر كحب الدنيا وقال الحسن رحمه الله ان قوما الهتهم الامانى حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة يقول احدهم انى احسن الظن بربى وكذب لو أحسن الظن لأحسن العمل وتلا قوله تعالى وذلكم ظنكم الآية فالظن اثنان ظن ينجى وهو ما قارن حسن الاعتقاد وصالح العمل وظن يردى وهو ما لم يقارن ذلك فلا بد من السعى. درين دركاه سعى هيجكس ضايع نميكردد. بقدر آنجه فرمان ميبرى فرمان روا كردى