الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

{ فلما جاءتهم رسلهم بالبينات } بالمعجزات والدلالات الواضحة وهذه الفاء تفسير وتفصيل لما ابهم واجمل من عدم الاغناء فهى تعقيبية وتفسيرية اذ التفسير يعقب المفسر وقد كثر فى الكلام مثل هذه الفاء ومبناها على التفسير بعد الابهام والتفصيل بعد الاجمال { فرحوا بما عندهم من العلم } لقولهكل حزب بما لديهم فرحون } اى اظهروا الفرح بذلك واستحقروا علم الرسل والمراد بالعلم مالهم من العقائد الزائغة والشبه الباطلة كما قالوا لا نبعث ولا نعذب وما اظن الساعة قائمة ونحو ذلك وتسميتها علما مع ان الاعتقاد الغير المطابق للواقع حقه ان يسمى جهلا للتهكم بهم فهى علم على زعمهم لا فى الحقيقة او المراد علم الصنائع والتنجيم والطبائع وهو اى علم الطبائع علم الفلاسفة فان الحكماء كانوا يصغرون علوم الانبياء ويكتفون بما يكسبونه بنظر العقل ويقولون نحن قوم مهتدون فلا حاجة بنا الى من يهدينا كما قال سقراط لما ظهر موسى عليه السلام نحن قوم مهذبون لا حاجة بنا الى تهذيب غيرنا قال المغربى
علم بى دينان هرا كن حهل راحكمت مخوان ازخيالات وظنون اهل يونان دم مزن   
وكان يكنى فى الجاهلية بابى الحكم لانهم يزعمون انه عالم ذو حكمة فكناه النبى فى الاسلام بابى جهل لانه لو كان له علم حقيقة لآمن بالرسول عليه السلام قال الحافظ
سراى ومدرسه وبحث علم وطاق ورواق جه سود جون دل دانا وجشم بينا نيست   
وفى التأويلات النجمية من العلم اى من شبه المعقولات والمخيلات والموهومات ويجوز ان يرجع عندهم للرسل على ان المراد بالعلم هو العلم الذى اظهر رسلهم وبفرح الكفار به ضحكهم منه واستهزاؤهم به ويؤيده قوله تعالىوحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } اى نزل بالكفار واصابهم وبال استهزائهم بالانبياء واستحقارهم لعلومهم وما اخبروا به من العذاب ونجوه فلم يعجزوا الله فى مراده منهم وفى المثنوى
آن دهان كزكرد وزتسخر بخواند مر محمد را دهانش كز بماند باز آمد كاى محمد عفو كن اى ترا الطاف وعلم من لدن من ترا افسوس ميكردم زجهل من بدم افسوس را منسوب واهل جون خداخوهدكه برده كس درد ميلش اندر طعنه باكان برد بس سباس اوراكه مارا درجهان كرد بيدا از بس بيشينيان تا شنيدم آن سياستهاى حق بر قرون ماضيه اندر سبق تاكه ما از حال آن كركان بيش همجو روبه باس خودداريم بيش امت مرحومه زين روخواند مان آن رسول حق وصادق در بيان استخوان و بشم آن كركان عيان بنكريد و بند كيريد اى مهان عاقل از سر بنهد اين هستى وباد جون شنيد آنجام فرعونان وعاد ورنه بنهد ديكران از حال او عبرتى كيرند از اضلال او   

السابقالتالي
2