الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }

{ ولكم فيها منافع } اخر غير الركوب والاكل كالبانها واوبارها وجلودها { ولتبلغوا عليها حاجة فى صدوركم } اى فى قلوبكم بحمل اثقالكم عليها من بلد الى بلد. وقال الكاشفى تابرسيد بمسافرت برآن بحاجتىكه درسينهاى شماست ازسود ومعامله وهو عطف على قوله لتركبوا منها وحاجة مفعول لتبلغوا { وعليها } اى على الابل فى البر { وعلى الفلك } اى السفن فى البحر { تحملون } نظيرهوحملناكم فى البر والبحر } قال فى الارشاد ولعل المراد به حمل النساء والولدان عليها بالهودج وهو السر فى فصله عن الركوب والجمع بينها وبين الفلك لما بينهما من المناسبة التامة حتى تسمت سفائن البر وانما قال وعلى الفلك ولم يقل فى الملك كما قالقلنا احمل فيها } للمزاوجة اى ليزاوج ويطابق قوله { وعليها } فان محمولات الانعام مستعلية عليها فذكرت كلمة الاستعلاء فى الفلك ايضا للمشاكلة. وفى المدارك الايعاء ومعنى الاستعلاء كلاهما مستقيم لان الفلك وعاء لمن يكون فيها حمولة له يستعليها فلما صح المعنيان صحت العبارتان. وقال بعض المفسرين المراد بالانعام فى هذا المقام الازواج الثمانية وهى الابل والبقر والضأن والمعز باعتبار ذكورتها وانوثتها فمعنى الركوب والاكل منها تعلقهما بالكل لكن لا على ان كلا منهما يجوز تعلقه بكل منها ولا على ان كلا منهما مختص ببعض معين منها بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الآخر بل على ان بعضها يتعلق به الاكل فقط كالغنم وبعضها يتعلق به كلاهما كالابل والبقر والمنافع تعم الكل وبلوغ الحاجة عليها يعم البقر. وفى الآية اشارة الى ان الله تعالى خلق النفس البهيمية الحيوانية لتكون مركبا لروحكم العلوى { ولتبلغوا عليها حاجة فى صدوركم } من مشاهدة الحق ومقامات القرب ولكم فى صفاتها منافع وهى الشهوة الحيوانية ومنفعتها انها مركب العشق والغضب وان مركب الصلابة فى الدين والحرص مركب الهمة وبهذه المركب يصل السالك الى المراتب العلية كما قال { وعليها وعلى الفلك } اى صفات القلب { تحملون } الى جوار الحق تعالى
جون بيخبران دامن فرصت مده ازدست تاهست بروبال زعالم سفرى كن