الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ }

{ ولقد جاءكم } يا اهل مصر { يوسف } بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم الخليل عليهم السلام { من قبل } اى من قبل موسى { بالبينات } بالمعجزات الواضحة التى من جملتها تعبير الرؤيا وشهادت الطفل على برآءة ذمته وقد كان بعث الى القبط قبل موسى بعد موت الملك وكان فرعون هو فرعون موسى عاش الى زمانه وذلك لأن فرعون موسى عمر اكثر من اربعمائة سنة وكان بين ابراهيم وموسى تسعمائة سنة على ما رواه ابن قتيبة فى كتاب المعارف فيجوز ان يكون بين يوسف وموسى مدة عمر فرعون تقريبا فيكون الخطاب لفرعون وجمع لأن المجيىء اليه بمنزلة المجيىء الى قومه والا فأهل عصر موسى لم يروا يوسف بن يعقوب والاظهر على نسبة احوال الآباء الى الاولاد وتوبيخ المعاصرين بحال الماضين اى ولقد جاء ايها القبط آباءكم الاقدمين وهذا كما قال الله تعالىفلم تقتلون انبياء الله من قبل } وانما اراد به آباءهم لأنهم هم القاتلون ثم لا يلزم من هذا ان يكون فرعون موسى من اولاد فرعون يوسف على ما ذهب اليه البعض وقيل المراد يوسف بن افرائيم بن يوسف الصديق اقام نبيا عشرين سنة { فما زلتم } من زال ضد ثبت اى دمتم { فى شك مما جاءكم به } من الدين الحق { حتى اذا هلك } بالموت يعنى تاآنكاه كه بمرد { قلتم } ضما الى تكذيب رسالته تكذيب رسالة من بعده { لم يبعث الله من بعده رسولا } وقال الكاشفى جون سخن اين رسول نشنيديم ديكرى نخواهد آمد ازترس آنكه در قول او تردد كنيم. وفى الآية اشارة الى أن فى الانسان ظلومية وجهولية لو خلى وطبعه لا يؤمن بنبى من انبياء ولا بمعجزاتهم انها آيات الحق تعالى وهذه طبيعة المتقدمين والمتأخرين منهم وانما المهتدى من يهديه الله بفضله وكرمه ومن انكارهم الطبيعى انهم ما آمنوا بنبوة يوسف فلما هلك انكروا ان يكون بعده رسول الله وذلك من زيادة شقاوة الكافرين كما ان من كمال سعادة المؤمنين أن يؤمنوا بالانبياء قبل نبيهم { كذلك } اى مثل ذلك الاضلال الفظيع { يضل الله } كمراه سازد خداى تعالىدر بوادىء طغيان { من هو مسرف } فى عصابة { مرتاب } فى دينه شاك فى معجزات انبيائه لغلبة الوهم والتقليد