الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }

{ فلما جاءهم بالحق من عندنا } وهو ما ظهر على يده من المعجزات القاهرة { قالوا } لاستكمال شقاوتهم { اقتلوا ابناء الذين آمنوا معه } اى تابعوه فى الايمان والقائل فرعون وذووا الرأى من قومه او فرعون وحده لأنه بمنزلة الكل كما قال سنقتل ابناءهم ونستحيى نساءهم { واستحيوا نساءهم } اى ابقوا بناتهم احياء فلا تقتلوهن وبالفارسية وزنده بكذارد دختران ايشابرا تا خدمت زنان قبط كنند والمعنى اعيدوا عليهم القتل وذلك أنه قد امر بالقتل قبيل ولادة موسى عليه السلام باخبار المنجمين بقرب ولادته ففعله زمانا طويلا ثم كف عنه مخافة ان تفنى بنوا اسرآئيل وتقع الاعمال الشاقة على القبط فلما بعث موسى واحس فرعون بنبوته اعاد القتل غيظا وحنقا وتادلهاى بنى اسرآئيل بشكند وموسى را يارى ندهند ظنا منهم انه المولود الذى حكم المنجمون والكهنة بذهاب ملك فرعون على يده { وما كيد الكافرين } فرعون وقومه او غيرهم اى وما مكرهم وسوء صنيعهم وبالفارسية بنسبت انيبا ومؤمنان { الا فى ضلال } مكر دركم راهى وبيهودكى اى فى ضياع وبطلان لا يغنى عنهم شيئا وينفذ عليهم لا محالة القدر المقدور والقضاء المحتوم وفى التأويلات النجمية عزم على اهلاك موسى وقومه واستعان على ذلك بجنده وخيله ورجله اتماما لاستحقاقهم العذاب ولكن من حفظ الحق تعالى كان كما قالوما كيد الكافرين الا فى ضلال } اى في ازدياد ضلالتهم بربهم يشير الى أن من حفر بئرا لولى من اوليائه ما يقع فيه الا حافره وبذلك اجرى الحق سنته انتهى حكى أن مفتى الشام افتى بقتل الشيخ محيى الدين بن العربى قدس سره فدخل الحوض للغسل فظهرت يد فخنقته فاخرج من الحوض وهو ميت وحكى أن شابا كان يأمر وينهى فحبسه الرشيد فى بيت وسد المنافذ ليهلك فيه فبعد ايام رؤى فى بستان يتفرج فاحضره الرشيد فقال من اخرجك قال الذى ادخلنى البستان فقال من ادخلك البستان قال الذى اخرجنى من البيت فتعجب الرشيد فبكى وامر له بالاحسان وبأن يركب فرسا وينادى بين يديه هذا رجل اعزه الله واراد الرشيد اهانته فلم يقدر الا على اكرامه واحترامه