الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

{ ولهديناهم صراطا مستقيما } يصلون بسلوكه الى عالم القدس ويفتح لهم ابواب الغيب قال صلى الله عليه وسلم " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ". واعلم ان قتل النفس فى الحقيقة قمع هواها التى هى حياتها وافناء صفاتها والخروج من الديار خروج من المقامات التى سكنت القلوب بها والفتها من الصبر والتوكل والرضى والتسليم وامثالها لكونها حاجبة عن التوحيد والفناء فى الذات كما قال الحسين بن منصور لابراهيم بن ادهم حين سأله عن حاله واجابه بقوله ادور فى الصحارى واطوف فى البرارى بحيث لا ماء ولا شجر ولا روض ولا مطر هل حالى حال التوكل او لا فقال اذا فنيت عمرك فى عمران باطنك فاين الفناء فى التوحيد
جان عارف دوست را طالب شده نور حق باهستيش غالب شده برنو ذات از حجاب كبريا كرده اورا غره بحر فنا   
وعن ابراهيم بن ادهم قال دخلت جبل لبنان فاذا انا بشاب قائم وهو يقول يا من شوقى اليه وقلبى محب له ونفسى له خادم وكلى فناء فى ارادتك ومشيئتك فانت ولا غيرك متى تنجينى من هذه العذرة قلت رحمك الله ما علامة حب الله قال اشتهاء لقائه قلت فما علامة المشتاق قال لا له قرار ولا سكون فى ليل ولا نهار من شوقه الى ربه قلت فما علامة الفانى قال لا يعرف الصديق من العدو ولا الحلو من المر من فنائه عن رسمه ونفسه وجسمه قلت فماعلامة الخادم قال انه يرفع قلبه وجوارحه وطمعه من ثواب الله قال الحافظ قدس سره
توبند كى جو كدايان بشرط مزد مكن كهدوست خودروش بنده برورى داند   
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يكونن احدكم كالعبد السوء ان خاف عمل ولا كالاجير السوء ان لم يعط لم يعمل ". وبالجملة انه لا بد للسالك من اقامة وظائف العبادات والاوراد فان الله اودع انوار الملكوت فى اصناف الطاعات فان من فاته صنف او اعوزه من الموافقات جنس فقد من النور بمقدار ذلك وليس للوصول سبيل ولا الى الفناء دليل غير العبودية وترك ما سوى الحق
بشب حلاج راديدند در خواب بريده سر بكف برجام جلاب بدو كفتند جونى سر بريده بكو تاجيست اين جام كزيده جنين كفت اوكه سلطان نكو نام بدست سر بريده ميدهد جام كسى اين جام معنى ميكند نوش كه كرداول سرخودرافراموش   
كما قيل من لم يركب الاهوال لم ينل الاموال فيا ايها العبد الذى لا يفعل ما يوعظ به ولا يخاف من ربه كيف تركت ما هو خير لك واعرضت عما ينفعك فليس لك الآن الا التوبة عما يوقعك فى المعاصى والمنهيات والرجوع الى الله بالطاعات والعبادات والفناء عن الذات بالاصغاء الى المرشد الرشيد الواصل الى سر التفريد وقبول امره وعظته وتسليم النفس الى تربيته ودوام المراقبة فى الطريق ومن الله التوفيق.