الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }

{ ألم تر الى الذين يزعمون } اى يدعون والمراد بالزعم هنا الكذب لان الآية نزلت فى المنافقين { انهم آمنوا بما انزل اليك } اى بالقرآن { وما انزل من قبلك } اى بالتوراة وغيرها من الكتب المنزلة وكأنه قيل ماذا يفعلون فقيل { يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت } عن ابن عباس ان منافقا خاصم يهوديا فدعاه اليهودى الى النبى عليه السلام لانه كان يقضى بالحق ولا يلتفت الى الرشوة ودعاه المنافق الى كعب بن الاشرف لانه كان شديد الرغبة الى الرشوة واليهودى كان محقا والمنافق كان مبطلا ثم اصر اليهودى على قوله فاحتكما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم لليهودى فلم يرض المنافق وقال نتحاكم الى عمر فقال اليهودى لعمر قضى لى رسول الله فلم يرض بقضائه وخاصم اليك فقال عمر للمنافق أكذلك فقال نعم فقال مكانكما حتى اخرج اليكما فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى مات وقال هكذا اقضى لمن لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله فنزلت فهبط جبرائيل عليه السلام وقال ان عمر فرق بين الحق والباطل فسمى الفاروق فالطاغوت كعب بن الاشرف سمى به لافراطه فى الطغيان وعداوة الرسول وفى معناه ومن يحكم بالباطل ويؤثر لاجله { وقد امروا ان يكفروا به } اى والحال انهم قد امروا ان يتبرأو من الطاغوت { ويريد الشيطان } اى كعب بن الاشرف او حقيقة الشيطان عطف على يريدون { ان يضلهم ضلالا بعيدا } اى اضلالا بعيدا لا غاية له فلا يهتدون.