الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

{ فاما الذين آمنوا بالله } حسبما يوجبه البرهان الذى اتاهم { واعتصموا به } اى امتنعوا به عن اتباع النفس الامارة وتسويلات الشيطان { فسيدخلهم فى رحمة منه } ثواب قدره بازاء ايمانه وعمله رحمة منه لا قضاء لحق واجب { وفضل } احسان زائد عليه مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر { ويهديهم اليه } اى الى الله { صراطا مستقيما } هو الاسلام والطاعة فى الدنيا وطريق الجنة فى الآخرة وهو مفعول ثان ليهدى لانه يتعدى الى مفعولين بنفسه كما يتعدى الى الثانى بالى يقال هديته الطريق وهديته الى الطريق ويكون اليه حالا منه مقدما عليه ولو اخر عنه كان صفة له والمعنى ويهديهم الى صراط الاسلام والطاعة فى الدنيا وطريق الجنة فى العقبى مؤديا ومنتهيا اليه تعالى. والاشارة فى الآية ان الله تعالى اعطى لكل نبى آية وبرهانا ليقيم به الحجة على الامة وجعل نفس النبى عليه السلام برهانا منه وذلك لان برهان الانبياء كان فى الاشياء غير انفسهم مثل ما كان برهان موسى فى عصاه وفى الحجر الذى انفجرت منه اثنتا عشرة عينا وكان نفس النبى عليه السلام برهانا بالكلية فكان برهان عينيه ما قال عليه السلام " لا تستبقونى بالركوع والسجود فانى اراكم من خلفى كما اراكم من امامى ". وبرهان بصرهما زاغ البصر وما طغى } النجم 17. وبرهان انفه قال " انى لاجد نفس الرحمان من قبل اليمين ". وبرهان لسانهوما ينطق عن الهوى إن هو الا وحى يوحى } النجم 3-4. وبرهان بصاقه ما قال جابر رضى الله عنه انه امر يوم الخندف لاتخبزن عجينكم ولا تنزلن برمتكم حتى اجيىء فجاء فبصق فى العجين وبارك ثم بصق فى البرمة وبارك فاقسم بالله انهم لأكلوا وهم الف حتى تركوه وانصرفوا وان برمتنا لتغط اى تغلى وان عجيننا ليخبز كما هو. وبرهان تفله انه تفل فى عين على كرم الله وجهه وهى ترمد فبرىء باذن الله يوم خيبر. وبرهان يده ما قال تعالىوما رميت اذ رميت ولكن الله رمى } الانفال 17. وانه سبح الحصى فى يده قال العطاوى
داعىء ذرات بود آن باك ذات دركفش تسبيح ازان كفتى حصاد   
وبرهان اصبعه انه اشار باصبعه الى القمر فانشق فلقتين حتى رؤى حراء بينهما
ماه را انكشنت اوبشكافته مهر از فرمانش ازبس تافته   
وبرهان ما بين اصابعه انه كان الماء ينبع من بين اصابعه حتى شرب منه ورفعه خلق عظيم. وبرهان صدره انه كان يصلى ولصدره ازيز كازيز المرجل من البكاء. وبرهان قلبه انه تنام عيناه ولا ينام قلبه وقال تعالىما كذب الفؤاد ما رآى } النجم 11. وقالألم نشرح لك صدرك } الشرح 1.

السابقالتالي
2