الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً }

{ لن يستنكف المسيح } فى اساس البلاغة استنكف منه ونكف امتنع وانقبض انفا وحمية { ان يكون عبدا لله } اى من ان يكون عبدا له تعالى فان عبوديته شرف يتباهى بها وانما المذلة والاستنكاف فى عبودية غيره ـ روى ـ " ان وفد نجران قالوا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لم تعيب صاحبنا قال " ومن صاحبكم " قالوا عيسى قال " وأى شىء اقول " قالوا تقول انه عبد الله قال " انه ليس بعار ان يكون عبد الله " قالوا بلى بعار فنزلت { ولا الملائكة المقربون } ". عطف على المسيح اى ولا يستنكف الملائكة المقربون ان يكونوا عبيدا والمراد بهم الكروبيون الذين حول العرش كجبريل وميكائيل واسرافيل ومن فى طبقتهم { ومن يستنكف } اى يترفع { عن عبادته } اى عن طاعته فيشمل جميع الكفرة لعدم طاعتهم له تعالى { ويستكبر } الاستكبار دون الاستنكاف ولذلك عطف عليه وانما يستعمل حيث لا استحقاق بخلاف التكبر فانه قد يكون باستحقاق { فسيحشرهم اليه } اى فسيجمعهم اليه يوم القيامة { جميعا } المستنكف والمستكبر والمقر والمطيع فيجازيهم.