الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

{ ومن يعص الله ورسوله } ولو فى بعض الاوامر والنواهى { ويتعد حدوده } شرائعه المحدودة فى جميع الاحكام { يدخله نارا } اى عظيمة هائلة لا يقادر قدرها { خالدا فيها وله عذاب مهين } اى وله غير عذاب الحريق الجسمانى عذاب آخر لا يعرف كنهه وهو العذاب الروحانى كما يؤذن به وصفه والجملة حالية وافرد خالدا فى اهل النار وجمع فى اهل الجنة لان فى الانفراد وحشة وعذابا للنفس وذلك انسب بحال اهل النار. اعلم ان الاطاعة سبب لنيل المطالب الدنيوية والاخروية ويرشدك على شرف الاطاعة ان كلب اصحاب الكهف لما تبعهم فى طاعة الله وعدله دخول الجنة
بابدان يار كشت همسرلوط خاندان نبوتش كم شد سك اصحاب كهف روزى جند بى مردم كرفت ومردم شد   
فاذا كان من اتبع المطيعين كذلك فما ظنك بالمطيعين. قال حاتم الاصم قدس سره الزم خدمة مولاك تأتك الدنيا راغمة والآخرة راغبة. ومن كلامه من ادعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذاب من ادعى حب الجنة من غير انفاق ماله فهو كذاب. ومن ادعى محبة الله من غير ورع عن محارم الله فهو كذاب. ومن ادعى محبة النبى عليه السلام من غير محبة الفقراء فهو كذاب وكلما ازداد العبد فى عبادة الله وطاعته ازداد قربا منه وبعدا من كيد الشيطان. قال السرى سألت معروف الكرخى عن الطائعين لله بأى شىء قدروا على الطاعة قال بخروج الدنيا من قلوبهم ولو كانت فى قلوبهم ما صحت لهم سجدة قال جلال الدين الرومى قدس سره
بند بكسل باش آزاد اى بسر جند باشى بند سيم وبند زر هركه از ديدار برخوردار شد ان جهان درجشم اومردارشد ذكر حق كن بانك غولا نرابسوز جشم تركس را ازين كركس بدوز   
ومن اكرمه الله بمعرفة عظمته اضطر الى كمال طاعته ـ حكى ـ ان شابا من بنى اسرائيل رفض دنياه واعتزل الناس وجعل يتعبد فى بعض النواحى فخرج اليه رجلان من مشايخ قومه ليرداه الى منزله فقالا له يا من اخذت بامر شديد لا صبر عليه فقال لهما الشاب قيامى بين يدى الله اشد من هذا فقالا ان كل اقربائك مشتاق اليك فعبادتك فيهم افضل فقال الشاب ان الله تعالى اذا رضى عنى يرضى كل قريب وبعيد فقالا له انت شاب لا تعلم وانا جربنا هذا الامر وانا نخاف العجب فقال لهما الشاب من عرف نفسه لم يضره العجب فنظر احدهما الى صاحبه فقال له قم فان هذا الشاب وجد ريح الجنة ولا يقبل قولنا. وعن وهب بن منبه كان داود عليه السلام جعل نوبة عليه وعلى اهله واولاده ولا تمر ساعة من الليل الا وهو يصلى ويذكر ففي سره تحرك قلبه بالنظر الى طاعته وكان بين يديه نهر فانطق الله ضفدعا فقال والذى اكرمك بالنبوة انه منذ خلقنى الله تعالى وانا قائم على رجل ما استرحت مع انى لا ارجو الثواب ولا اخاف اعقاب فما عجبك فيه يا داود فعلم ان المحسن هو الذى يعلم انه مسيئ ولا يعجب بطاعته فلا بد للمؤمن من العمل الصالح ومن الصون عما يبطله من رؤيته وسائر الامراض الفاسدة ولذلك كان الكبار يختارون الوحدة.

السابقالتالي
2