الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً }

{ من كان يريد ثواب الدنيا } كالمجاهد يريد بمجاهدته الغنيمة { فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } اى فعنده تعالى ثوابهما له ان اراده فماله يطلب اخسهما فليطلبهما كمن يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة او ليطلب الاشرف منهما فان من جاهد خالصا لوجه الله تعالى لم تخطئه الغنيمة وله فى الآخرة ما هى فى جنبه كلا شىء اى فعند الله ثواب الدارين فيعطى كلا ما يريده كقوله تعالىمن كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله فى الآخرة من نصيب } الشورى 20. { وكان الله سميعا بصيرا } عالما بجميع المسموعات والمبصرات عارفا بالاغراض اى يعرف من كلامهم ما يدل على انهم ما يطلبون من الجهاد سوى الغنيمة ومن افعالهم ما يدل على انهم لا يسعون فى الجهاد الا عند توقع الفوز بالغنيمة. قال الحدادى فى الآية تهديد للمنافقين المرائين وفى الحديث " ان فى النار واديا تتعوذ منه جهنم كل يوم اربعمائة مرة اعد للقراء المرائين ". قال السعدى قدس سره
نكو سيرتى بى تكلف برون به ازنيك نام خراب اندرون هرآنكه افكند تخم برروى سنك جوى وقت دخلش نيايد بجنك   
وعن النبى صلى الله عليه وسلم انه " لما خلق الله تعالى جنة عدن خلق فها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمى فقالت قد افلح المؤمنون ثلاثا ثم قالت انى حرام على كل بخيل مراء ". فينبغى للمؤمن ان يحترز من الرياء ويسعى فى تحصيل الاخلاص فى العمل وهو ان لا يريد بعمله سوى الله تعالى. قال بعضهم دخلت على سهل ابن عبد الله يوم الجمعة قبل الصلاة فرأيت فى البيت حية فجعلت اقدّم رجلا واؤخر اخرى فقال سهل ادخل لا يبلغ احد حقيقة الاخلاص وعلى وجه الارض شىء يخافه ثم قال هل لك حاجة فى صلاة الجمعة فقلت بيننا وبين المسجد مسيرة يوم وليلة فاخذ بيدى فما كان قليلا حتى رأيت المسجد فدخلنا وصلينا الجمعة ثم خرجنا فوقف ينظر الى الناس وهم يخرجون فقال اهل لا اله الا الله كثير والمخلصون منهم قليل
عبادت باخلاص نيت نكوست وكرنه جه آيد زبيمغز بوست   
فالمخلص فى عمله لا يقبل عوضا ولو اعطى له الدنيا وما فيها ـ حكاية ـ آورده اندكه جوانمردى غلام خويش را كفت سخاوت آن نيست كه صدقه بكسى دهندكه اورابشناسند صد دينار بستان وببازار ببر واول درويشى كه بينى بوى ده غلام ببازار رفت بيرى ديدكه حلاق سراو مى تراشيد زر بوى داد بير كفت كه من نيت كرده ام كه هرجه مرا فتوح شود بوى دهم وحلاق را كفت بستان حلاق كفت من نيت كرده ام سراورا از براى خدا بتراشم اجر خود از حق تعالى بصد دينار نمى فروشم وهيج كس نستادند غلام باز كشت وزرباز آورد كذا فى انيس الوحدة وجليس الخلوة.