الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }

{ ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } الاختيان والخيانة معنى اى يخونونها بالمعصية وانما قال يختانون انفسهم وان كانوا ما خانوا انفسهم لان مضرة خيانتهم راجعة اليهم كما يقال فيمن ظلم غيره ما ظلم الا نفسه كذا فى تفسير الحدادى والمراد بالموصول اما طعمة وامثاله واما هو ومن عاونه وشهد ببراءته من قومه فانهم شركاء له فى الاثم والخيانة { ان الله لا يحب } عدم المحبة كناية عن البغض والسخط { من كان خوانا } مفرطا فى الخيانة مصرا عليها { أثيما } منهمكا فيها اطلق على طعمة لفظ المبالغة الدال على تكرر الفعل منه مع ان الصادر منه خيانة واحدة واثم واحد لكون طبعه الخبيث مائلا الى تكثير كل واحد من الفعلين. وقد روى انه هرب الى مكة وارتد ونقب حائطا بها ليسرق متاع اهله فسقط الحائط عليه فقتله قيل اذا عثرت من رجل على سيئة فاعلم ان لها اخوات. وعن عمر رضى الله عنه انه امر بقطع يد سارق فجاءت امه تبكى وتقول هذه اول سرقة سرقها فاعف عنه فقال كذبت ان الله لا يؤاخذ عبده فى اول مرة.