الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ وينجى الله الذين اتقوا } الشرك والمعاصى اى من جهنم { بمفازتهم } مصدر ميمى بمعنى الفوز من فاز بالمطلوب اى ظفر به. قال الراغب الفوز الظفر مع حصول السلامة والباء متعلقة بمحذوف هو حال من الموصول مفيدة لمفازة تنجيتهم من العذاب لنيل الثواب اى ينجيهم الله من مثوى المتكبرين حال كونهم ملتبسين بفوزهم بمطلوبهم الذى هو الجنة { لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون } حال اخرى من الموصول مفيدة لكون نجاتهم وفوزهم بالجنة غير مسبوقة بمساس العذاب والحزن. قال فى كشف الاسرار لا يمس ابدانهم اذى وقلوبهم حزن ويجوز ان تكون المفازة من فاز منه اى نجا منه والباء للملابسة وقوله تعالى { لا يمسهم } الخ تفسير وبيان لمفازتهم اى ينجيهم بسبب مفازتهم التى هى تقواهم كما يشعر به ايراده فى حيز الصلة واما على اطلاق المفازة على سببها الذى هو التقوى فليس المراد نفى دوام المساس والحزن بل دوام نفيهما. وفى الآية اشارة الى ان الذين اتقوا بالله عما سوى الله لا يمسهم سوء القطيعة والهجران ولا هم يحزنون على ما فاتهم من نعيم الدنيا والآخرة اذ فازوا بقربة المولى وهو فوز فوق كل فوز فالمتقون فازوا بسعادة الدارين اليوم عصمة وغدا رؤية واليوم عناية وغدا كفاية وولاية نسأل الله سبحانه ان يعصمنا مما يؤدى الى الحجاب ويجعلنا فى حمايته فى كل باب. وفى الآية ترغيب للتقوى فانها سبب للنجاة وبها تقول جهنم جز يا مؤمن فان نورك اطفأ نارى وبها يخاف الخلائق من المتقى ألا ترى ان رسول الروم لما دخل على امير المؤمنين عمر رضى الله عنه اخذته الرعدة والخوف قال فى المثنوى
هيبت حقست اين ازخلق نيست هيبت اين مرد صاحب دلق نيست هركه ترسيد ازحق وتقوى كزيد ترسد ازوى جن وانس وهركه ديد   
وفى البستان
توهم كردن از حكم داور مبيج كه كردن نبيجد زحكم توهيج محالست جون دوست داردترا كه دردست دشمن كذاردترا   
وجاء الى ذى النون المصرى رحمه الله بعض الوزراء وطلب الهمة واظهر الخشية من السلطان فقال له لو خشيت انا من الله كما تخشى انت من السلطان لكنت من جملة الصديقين
كرنبودى اميد راحت ورنج باى درويش بر فلك بودى ور وزير از خدا بترسيدى همجنان كز ملك ملك بودى   
نسأل الله سبحانه ان يجعلنا مخلصين