الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ قل } بعد تبكيتهم وتجهيلهم بما ذكر تحقيقا للحق { لله الشفاعة جميعا } نصب على الحال من الشفاعة اى هو الله تعالى مالك الشفاعة لا يستطيع احد شفاعة ما الا ان يكون المشفوع له مرتضى والشفيع مأذونا له وكلاهما مفقود ههنا. قال البقلى بين انه تعالى مرجع الكل الشافع والمشفع فيه حتى يرجع العبد العارف اليه بالكلية ولا يلتفت الى احد سواه فلا يصل اليه احد الا به قال الله تعالىمن ذا الذى يشفع عنده الا بأذنه } ونعم ما قالت رابعة رحمها الله محبة الله تعالى ما ابقت محبة غيره. ففيه اشارة الى ان محبة الرسول عليه السلام مندرجة فى محبة الله تعالى فمن احب الله حبا حقيقيا احب الله ان يأذن لحبيبه فى شفاعته ومن احب رسول الله من غير محبة الله لم يؤذن له فى الشفاعة ألا ترى ان قوما افرطوا فى حب على رضى الله عنه ونسوا محبة الله فنفاهم علىّ بل احرق بعضهم { له } تعالى وحده { ملك السموات والارض } وما فيهما من المخلوقات لا يملك احد ان يتكلم فى امر من اموره بدون اذنه ورضاه واشار الى ان الله تعالى هو المالك حقيقة فان ما سواه عبد ولا ملك للعبد ولو ملكه مولاه وانما هو عارية عنده والعارية مردودة الى مالكها { ثم اليه ترجعون } يوم القيامة لا الى احد سواه لا استقلالا ولا اشتراكا فيفعل يومئذ ما يريد. وفى الكواشى يحصى اعمالكم ثم الىحسابه ترجعون اى تردون فيجازيكم فاحذروا سخطه واتقوا عذابه فيا ربح الموحدين يومئذ ويا خسارة المشركين وفى الحديث " شفاعتى لاهل الكبائر من امتى " والمراد امة الاجابة فالكفر اكبر الكبائر وصاحبه مخلد فى النار لا شفاعة له. فان قلت الحكم فى المكروه ان يستحق مرتكبه حرمان الشفاعة كما ذكر فى التلويح فيكون حرمان اهل الكبائر اولى. قلت استحقاق حرمانها لا يوجب الحرمان بالفعل شيخ علاء الدولة در عروه كويد جميع فرق اسلامية اهل نجاتند ومراد از ناجيه در حديث " " ستفرق امتى على نيف وسبعين فرقة والناجية منها واحدة " ناجيه بى شفاعتيست. واعلم ان افتخار الخلق فى الدنيا بعشرة ولا ينفع ذلك يوم القيامة. الاول المال فلو نفع المال لاحد لنفع قارون قال الله تعالىفخسفنا به وبداره الارض } والثانى الولد فلو نفع الولد لاحد لنفع ابراهيم عليه السلام اباه آزر قال تعالىيا ابراهيم اعرض عن هذا } والثالث الجمال فلو نفع الجمال لنفع اهل الروم لأن لهم تسعة اعشار الجمال قال الله تعالىيوم تبيض وجوه وتسود وجوه } والرابع الشفاعة فلو نفعت الشفاعة لنفع الرسول من احب ايمانه قال تعالىانك لا تهدى من احببت }

السابقالتالي
2