الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

{ ولئن سألتهم } اى هؤلاء المشركين الذين يخوفونك بآلهتهم فقلت لهم { من خلق السموات والارض } من اخترع هذين الجنسين المعبر عنهما بالعالم { ليقولن الله } اى خلقهن الله لوضوح الدليل على اختصاصه بالخالقية واللام الاولى توطئة وتمهيد للقسم والثانية جواب له وهو سادّ مسدّ جوابين. وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الايمان الفطرى مركوز فى جبلة الانسان من يوم الميثاق اذا شهدهم الله على انفسهم فقالألست بربكم قالوا بلى } كما قال تعالىفطرة الله التى فطر الناس عليها } وقال عليه السلام " كل مولود يولد على الفطرة " فلا يزال يوجد فى الانسان وان كان كافرا اثر ذلك الاقرار ولكنه غير نافع الا مع الايمان الكسبى بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاؤا به { قل } تبكيتا لهم { أفرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره } أرأيتم بمعنى اخبرونى جعل الرؤية وهو العلم الذى هو سبب الاخبار مجازا عن الاخبار وتدعون بمعنى تعبدون وما عبارة عن الآلهة والضر سوء الحال ايا كان من مرض وضيق معيشة وشدة والاستفهام للانكار وضميرهن راجع الى ما باعتبار الآلهة. والكشف الاظهار والازالة ورفع شىء عما يواريه ويعطيه. والمعنى بعد ما تحققتم ان خالق العالم العلوى والسفلى هو الله تعالى فاخبرونى ان آلهتكم ان ارادنى الله بضر هل هن يكشفن عنى ذلك الضرر والبلاء ويدفعنه اى لا تقدر على دفعه وازالته { او ارادنى برحمة } اى او ان ارادنى بنفع من صحة او غنى او غير ذلك من المنافع { هل هن ممسكات رحمته } فيمنعنها عنى اى لا تقدر على امساك تلك الرحمة ومنعها وتعليق ارادة الضر والرحمة بنفسه عليه السلام للرد فى نحورهم حيث كانوا خوفوه مضرة الاوثان ولما فيه من الايذان بامحاض النصح وانما قال كاشفات وممسكات ابانة لكمال ضعفها واشعارا بانوثتها كما قالان يدعون من دونه الا اناثا } وهم كانوا يصفونها بالانوثة مثل العزى واللات ومناة فكأنه قال كيف اشركتم به تعالى هذه الاشياء الجمادية البعيدة من الحياة والعلم والقدرة والقوة والتمكن من الخلق هلا استحييتم من ذلك { قل } يا محمد { حسبى الله } حسب مستعمل فى معنى الكفاية اى الله كافىّ فى جميع امورى من اصابة الخير ودفع الشر وبالفارسية بسست مرا خداى تعالى در رسانيدن خيروباز داشتن شر. روى انه عليه السلام لما سألهم سكتوا فنزل { عليه } تعالى لا على غيره اصلا { يتوكل المتوكلون } لعلمهم بان ما سواه تحت ملكوته تعالى
توباخداى خود اندازكار ودل خوش دار كه رحم اكر نكند مدعى خدا بكند   
وفيه اشارة الى ان من تحول عن الكافى الى غير الكافى لم يتم امره فلا بد من التوكل على رب العباد والتسليم له والانقياد دركليله ودمنه كويد باسلطان قوى كسى طاقت ندارد وكس با اونستيزد مكر بكردن دادن ويرا مثل آن حشيش كه هركاه كه باد غلبه كيرد خودرا فراباد دهد تادر زمين همين كرداندش آخرنجات يابد وآن درخت رفته راكه كردن ننهد از بيخ بركندن وجون شرار بينى وازوبترسى بيش اودر زمين بغلظ تواضع كن تابرهى كه شيرا كرجه عظيم بود اما كريم بود فالعصمة من الله تعالى ـ حكى ـ ان سفينة مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم اخطأ الجيش بارض الروم واسر فانطلق هاربا يلتمس الجيش فاذا باسد فقال له يا ابا الحارث انا سفينة مولى رسول الله فكان مرادى كيت وكيت فاقبل الاسد يتبصبص حتى قام الى جنبه فركب عليه فكان كلما سمع صوتا اهوى اليه فلم يزل كذلك حتى بلغ الجيش ثم رجع الاسد.

السابقالتالي
2