الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْيَ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }

{ فاذاقهم الله الخزى } اى الذل والصغار وبالفارسية بس بجشانيده ايشانرا خداى تعالى خوراى ورسوايى يعنى احسوابه احساس الذائق المطعوم { فى الحيوة الدنيا } بيان لمكان اذاقة الخزى وذلك الخزى كالمسخ والخسف والغرق والقتل والسبى والاجلاء ونحو ذلك من فنون النكال وهو العذاب الادنى { ولعذاب الآخرة } المعد لهم { اكبر } من العذاب الدنيا لشدته ودوامه { لو كانوا يعلمون } اى لو كان من شأنهم ان يعلموا لعلموا ذلك واعتبروا به وما عصوا الله ورسوله وخلصوا انفسهم من العذاب. فعلى العاقل ان يرجع الى ربه بالتوبة والانابة كى يتخلص من عذاب الدنيا والآخرة. وعن الشبلى قدس سره انه قال قرأت اربعة آلاف حديث ثم اخترت منها واحدا وعملت به وخليت ما سواه لانى تأملته فوجدت خلاصى ونجاتى فيه وكان علم الاولين والآخرين مندرجا فيه وذلك ان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال لبعض اصحابه " اعمل لدنياك بقدر مقامك فيها واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها واعمل لله بقدر حاجتك اليه واعمل للنار بقدر صبرك عليها " فاذا كان الصبر على النار غير ممكن للانسان الضعيف فليسلك طريق النجاة المبعدة عن النار الموصلة الى الجنات واعلى الدرجات وفى الحديث " ان بدلاء امتى لم يدخلوا الجنة بصلاة ولا قيام ولكن دخلوها بسخاء الانفس وسلامة الصدر والنصح للمسلمين " واصل الكل هو التوحيد. وعن حذيفة رضى الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول " مات رجل من قوم موسى فاذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لملائكته انظروا هل تجدون لعبدى شيئا من الاعمال فيقولون لا نجد سوى نقش خاتمه لا اله الا الله فيقول الله تعالى لملائكته ادخلوا عبدى الجنة قد غفرت له " فاذا كان التوحيد منجيا بنقشه الظاهرى فما ظنك بنقشه الباطنى فلا بد من الاجتهاد لاصلاح النفس وتقوية اليقين والحمد لله على نعمة الاسلام والدين ـ وحكى ـ عن ابى على النسفى انه قال فقد مسلم حمارا فخرج فى طلبه فاستقبله مجوسى فانصرف المؤمن وقال الهى انا فقدت الدابة وهذا فقد الدين فمصيبته اكبر من مصيبتى الحمد لله الذى لم يجعل مصيبتى كمصيبته وهذا بالنسبة الى الوقت والحال واما امر المآل فعلى الاشكال كما قال فى المثنوى
هيج كافررا بخوارى منكريد كه مسلمان مردنش باشد اميد جه خبردارى زختم عمر او تا بكردانى ازو يكباره رو   
ومن الله التوفيق