الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَٱلْحَقُّ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ }

{ قال } الله تعالى { فالحق } بالرفع على انه مبتدأ محذوف الخبر اى فالحق قسمى على ان الحق اما اسمه تعالى كما فى قوله تعالى ان الله هو الحق المبين او نقيض الباطل عظمه الله تعالى باقسامه به ويحتمل ان يكون التقدير فالحق منى كما قال الحق من ربك { والحق اقول } بالنصب على انه مفعول لأن قوله قدم عليه للقصر اى لا اقول الا الحق { لأملأن جهنم منك } اى من جنسك من الشيطان { وممن تبعك } فى الغواية والضلال بسوء اختياره { منهم } اى من ذرية آدم { اجمعين } تأكيد للكاف وما عطف عليه اى لأملأنها من المتبوعين والاتباع اجمعين لا اترك احدا منهم وفى التأويلات النجمية ولما كان تجاسره فى مخاطبته الحق حيث اصر على الخلاف واقسم عليه اقبح واولى فى استحقاق اللعنة من امتناعه للسجود لآدم قال فالحق الخ انتهى فعلى العاقل ان يتأدب بالآداب الحسنة قولا وفعلا ولا يتجاسر على الله تعالى اصلا ولا يتبع خطوات الشيطان حتى لا يرد معه النار وعن ابى موسى الاشعرى قال اذا اصبح ابليس بث جنوده فيقول من اضل مسلما ألبسته التاج قال فيقول له القائل لم ازل بفلان حتى طلق امرأته قال يوشك أن يتزوج ويقول الآخر لم ازل بفلان حتى عق اى عصى والديه او أحدهما قال يوشك ان يبر قال فيقول القائل لم ازل بفلان حتى شرب قال انت اى انت فعلت شيئا عظيما ارضى عنه قال ويقول الآخر لم ازل بفلان حتى زنى فيقول انت قال ويقول الآخر لم ازل بفلان حتى قتل فيقول انت انت اى انت صنعت شيئا اعظم وحصلت غاية امنيتى وكمال رضاى وذلك لان وعيد القتل اشد واعظم كما قال تعالى ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له الخ فلذلك كرر انت اشارت الى كمال رضاه عنه وعن بعض الاشياخ انه قال الشيطان اشد بكاء على المؤمن اذا مات لما فاته من افتنانه اياه فى الدنيا ويقال لما انظر الله ابليس واهبطه الى الارض اعطاه منشور الدنيا فاول نظرة منه وقعت على الجبال فمن شؤمه من ذلك الوقت لا تحتمل الماء للاحجار بل يرسلها الى اسفله ومن كان على دينه لا يبقى على الصراط ما لم ينته الى اسفل السافلين فيا خسارة من كان انسانا دخل النار معه