الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }

{ قال } ابليس ابداء للمانع. قال الكاشفى ابليس شق ثانى اختيار كرده كفت { انا خير منه } اى افضل من آدم وفى المثنوى
علتى بدتر زبندار كمال نيست اندر جان تو اى ذو دلال علت ابليس انا خيرى بدست وين مرض درنفس هر مخلوق هست كرجه خودرا بس شكسته بيند او آب صافى دان وسركين زير جو جون بشوراند ترا در امتحان آب سر كين رنك كرد در زمان   
ثم بين وجه الخيرية بقوله { خلقتنى من نار } بيافريدى مرا از آتش واورا لطافت ونورانيت است نسب خلقه الى النار باعتبار الجزء الغالب اذ الشيطان مخلوق من نار وهواء مع انا نقول ان الله تعالى قادر على ان يخلقه من نار فقط من غير اختلاط شىء آخر معها من سائر العناصر ولا يستحيله الا فلسفى او متفلسف { وخلقته من طين } وبيافريدى ازكل كه دركثافت وظلمانيت است نسب خلقه الى الطين باعتبار الجزء الغالب ايضا اذ آدم مخلوق من العناصر الاربعة. والمعنى لو كان آدم مخلوقا من نار لما سجدت له لانه مثلى فكيف اسجد لمن هو دونى لانه من طين والنار تغلب الطين وتأكله فلا يحسن ان يسجد الفاضل للمفضول فكيف يحسن ان يؤمر ظن ان ذلك شرف له ولم يعلم ان الشرف يكتسب بطاعة الله تعالى ولقد اخطأ اللعين حيث خص الفضل بما من جهة المادة والعنصر وزل عما من جهة الفاعل كما انبأ عنه قوله تعالىلما خلقت بيدى } وما من جهة الصورة كما نبه عليه قوله تعالىونفخت فيه من روحى } واما من جهة الغاية وهو ملاك الامر كما قال تعالىوعلم آدم الاسماء } ولذلك امر الملائكة بسجوده حين ظهر لهم انه اعلم منهم بما يدور عليه امر الخلافة فى الارض وان له خواص ليست لغيره وفى تفسير سورة ص يعنى ان النار اقرب الى الاشرف الذى هو الفلك وهى خليفة الشمس والقمر فى الاضاءة والحرارة وهى ألطف من الارض وهى مشرقة وهى شبيه الروح واشرف الاعضاء القلب والروح وهما على طبيعة النار وكل جسم اشبه بالنار كالذهب والياقوت فهو اشرف والشمس اشرف الاجسام وهى تشبه النار فى الطبع والصورة وايضا لم يتم المزاج الا بالحرارة ومآل كل هذه الى ان اصله خير فهو خير وهذا ممنوع ولذا قال من قال
أتفخر باتصالك من علىّ واصل البولة الماء القراع وليس بنافع نسب زكى تدنسه صنائعك القباح   
فيجوز ان يكون اصل احد الشيئين افضل وينضم اليه ما يقتضى مرجوحيته كما فى ابليس فانه قد انضم الى اصله عوارض رديئة كالكبر والحسد والعجب والعصيان فاقتضت اللعنة عليه. وامر آدم عليه السلام بالعكس.

السابقالتالي
2 3