الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ }

{ قل } يا محمد لمشركى مكة { انما انا منذر } رسول منذر من جهته تعالى انذركم واحذركم عذابه على كفركم ومعاصيكم وقل ايضا { وما من اله } فى الوجود { الا الله الواحد } الذى لا يقبل الشركة والكثرة اصلا اى لا فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى افعاله فلا ملجأ ولا مفرّ الا اليه يعنى من عرف انه الواحد افرد قلبه له فكان واحدا به وقد فسر قوله عليه السلام " ان الله وتر يحب الوتر " يعنى القلب المنفرد له
اذا كان ما تهواه فى الحسن واحدا فكن واحدا فى الحب ان كنت تهواه   
ومن خاصية هذا الاسم ان من قرأه الف مرة خرج الخلائق من قلبه { القهار } لكل شىء سواه ومن الاشياء آلهتهم فهو يغلبهم فكيف تكون له شركاء وايضا يقهر العباد بذنوبهم ومعاصيهم. قال الكاشفى قهر كننده كه بناى آمال را بقواصف آجال درهم شكند باشركت متوهم وكثرت بى اعتبار را فى نفس الامر وجود ندارد درنظر عارف مضمحل ومتلاشى سازد
غيرتش غيردرجهان نكذاشت وحدتش اسم اين وآن برداشت كم شود جمله ظلمت بندار نزد انوار واحد قهار   
يقول الفقير سمعت من فى حضرة شيخى وسندى قدس سره يقول فى هذه الآية ترتيب انيق فان الذات الاحدية تدفع بوحدتها الكثرة وبقهرها الآثار فيضمحل الكل فلا يبقى سواه تعالى. قال بعضهم القهار الذى له الغلبة التامة على ظاهر كل امر وباطنه ومن عرف قهره لعباده نسى مراد نفسه لمراده فكان له وبه لا لأحد سواه ولا شىء دونه. وخاصية هذا الاسم اذهاب حب الدنيا وعظمة ما سوى الله تعالى عن القلب ومن اكثر ذكره ظهرت له آثار القهر على عدوه ويذكر عند طلوع الشمس وجوف الليل لاهلاك الظالم بهذه الصفة يا جبار يا قهار يا ذا البطش الشديد مرة ثم تقول خذ حقى ممن ظلمنى وعدا علىّ. وفى الاربعين الادريسية يا قاهر ذا البطش الشديد الذى لا يطاق انتقامه يكتب على جام صينى لحل المعقود وعلى ثوب الحرب فى وقته لقهر الاعداء وغلبة الخصوم