الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ }

{ وان له عندنا لزلفى } اى لقربة فى الآخرة مع ما له من الملك العظيم فى الدنيا { وحسن مآب } وهو الجنة وفى الحديث " أرأيتم ما اعطى سليمان بن داود من ملكه فان ذلك لم يزده الا تخشعا ما كان يرفع بصره الى السماء تخشعا لربه " انتهى اى ولذا وجد الزلفى وحسن المرجع فطوبى له حيث كان فقيرا فى صورة الغنى. وفى الآية اشارة الى ان الانسان اذا كمل فى انسانيته يصير قابلا للفيض الالهى بلا واسطة فيعطيه الله تعالى من آثار الفيض تسخير ما فى السموات من الملائكة كما سخر لآدم بقوله اسجدوا لآدم وما فى الارض كما سخر لسليمان الجن والانس والشياطين والوحوش والطيور وذلك لان كل ما فى السموات وما فى الارض اجزاء وجود الانسان الكامل فاذا انعم الله عليه بفيضه سخر له اجزاء وجوده فى المعنى اما فى الصورة فيظهر على بعض الانبياء تسخر بعضها اعجازا له كما ظهر على نبينا عليه السلام تسخر القمر عند انشقاقه باشارة اصبع ولذا قال هذا عطاؤنا الخ يشير الى ان للانبياء بتأييد الفيض الآلهى ولاية افاضة الفيض على من هو اهله عند استفاضته ولهم امساك الفيض عند عدم الاستفاضة من غير اهله ولا حرج عليهم فى الحالتين وان له عندنا لزلفى فى الافاضة والامساك وحسن مآب لانه كان متقربا الينا بالعطاء والمنع كما فى التأويلات النجمية ـ روى ـ ان سليمان عليه السلام فتن بعدما ملك عشرين سنة وملك بعد الفتنة عشرين سنة ثم انتقل الى حسن مآب قال الشيخ سعدى
جهان اى بسر ملك جاويد نيست ز دنيا وفادارى اميد نيست نه برباد رفتى سحركاه وشام سرير سليمان عليه السلام بآخر نديدى كه بر باد رفت خنك آنكه باذانش وداد رفت   
ايقظنا الله تعالى واياكم