الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ }

{ كأنهن } اى القاصرات { بيض } بفتح الباء جمع بيضة وهو المعروف سمى البيض لبياضه والمراد به هنا بيض النعام يعنى خايه شتر مرغ { مكنون } ذكر المكنون مع انه وصف به الجمع فينبغى ان يؤنث اعتبارا للفظ الموصوف ومكنون اى مستور من كننته اى جعلته فىكن وهو السترة شبهن ببيض النعام المصون من الغبار ونحوه فى الصفاء والبياض المخلوط بادنى صفرة فان ذلك احسن ألوان الابدان اى لم تنله الايدى فان ما مسته الايدى يكون متدنسا. وقال الطبرى اولى الاقاويل ان يقال ان البيض هو الجلدة التى فى داخل القشرة قبل ان يمسها شئ لانه مكنون يعنى هو البيض اول ما ينحى عنه قشره. يقول الفقير اغناه الله القدير ذكر الله تعالى فى هذه الآيات ما كان لذة الجسم ولذة الروح. اما لذة الجسم فالتنعم بالفواكه وانواع النعم والخمر التى لم يكن عند العرب احب منها والتمتع بالازواج الحسان. واما لذة الروح فالسرور الحاصل من الاكرام والانس الحاصل من صحبة الاخوان والانبساط الحاصل من النظر الى وجوه الحسان وفى الحديث " ثلاث يجلين البصر النظر الى الخضرة والى الماء الجارى والى الوجه الحسن " قال ابن عباس رضى الله عنهما والاثمد عند النوم نسأل الله لقاءه وشهوده ونطلب منه فضله وجوده
دارم اندك روشنايى در بصر بى جمال او ولى فيه النظر   
قال بعض العرفاء البيضة حلال لطيف ولكن اهل التصوف لا يأكلها لانها ناقصة وانما كمالها اذا كانت دجاجة وكذا لا يحصل منها الشبع التام وكذا من مرق العمارة لعدم طهارته فلتكن هذه المسألة نقلا وفاكهة لاهل الارادة ومن الله الوصول الى اسباب السعادة