الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ }

{ وان جندنا } اى من المرسلين واتباعهم المؤمنين والجند العسكر { لهم } اى لا غيرهم { الغالبون } على اعدائهم فى الدنيا والآخرة وان رؤى انهم مغلوبون فى بعض المشاهد لان العاقبة لهم والحكم للغالب والنادر كالمعدوم والمغلوبية لعارض كمخالفة امر الحاكم وطمع الدنيا والعجب والغرور ونحو ذلك لا تقدح فى النصر المقضى بالذات. والنصر منصب شريف لا يليق الا بالمؤمن واما الكافر فشأنه الاستدراج وغاية الخذلان. وقال بعضهم لم يرد بالنصر هذا النصر المعهود بل الحجة لان الحق انما يتبين من الباطل بالحجة لا بالسيف فاراد بذلك ان الحجة تكون للانبياء على سائر الامم فى اختلاف الاطوار والاعصار. وقال الحسن البصرى رحمه الله اراد بالنصرة هذه النصرة بعينها دون الحجة ثم قال ما انتهى الى ان نبيا قتل فى حرب قط. يقول الفقير اراد الحسن المأمور بالحرب منصور لا محالة بخلاف غير المأمور وهو التوفيق بين قوله تعالىوتقتلون النبيين } ونظائره وبين هذه الآية وامثالها. والحاصل ان المؤمنين المخلصين هم المنصورون والغالبون لان المستند الى المولى الغالب العزيز هو المنصور المظفر الغالب القاهر واعداءهم هم المنهزمون المغلوبون لان المستند الى غير الله خصوصا الى الحصون والقلاع المبنية من الاحجار هو المنهزم المدمر المغلوب المقهور
تكيه برغير بود جهل وهوى نيست آنجام اعتماد سوى   
ثم ان جنده تعالى هم مظاهر اسمه العزيز والمنتقم ومظاهر قوله { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق }. وفى التأويلات النجمية جنده الذين نصبهم لنشر دينه واقامهم لنصر الحق وتبيينه فمن اراد اذلالهم فعلى اذ قانه يخرّ. والجند كما ورد فى الحديث جندان جند الوغى وجند الدعاء فلا بد لجند الوغى من عمل الوغى وشغل الحرب ولجند الدعاء من عمل الدعاء وشغل الادب فمن وجد فى قلبه الحضور واليقظة فليطمع فى الاجابة ومن وجد الفتور والغفلة فليخف عدم الاصابة
كة دعاى تو مستجاب شود كه بيك روى درد ومحرابى   
وفى الحديث " لا تزال طائفة من امتى يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم " اى عاداهم " حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " ولا شك ان الملوك العثمانية خاتمة هذه الطائفة وعيسى والمهدى عليهما السلام خاتمة الخاتمة والصيحة الواحدة الآخذة كل من بقى على الارض عند قيام الساعة من الكفرة الفجرة خاتمة خاتمة الخاتمة