الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَفَرُواْ بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

{ فكفروا به } الفاء فصيحة اى فجاءهم ذكر أى ذكر سيد الاذكار وكتاب مهيمن على سائر الكتب والاسفار وهو القرآن فكفروا به وانكروه وقالوا فى حقه وفى حق من انزل عليه ما قالوا { فسوف يعلمون } اى عاقبة كفرهم وغائلته من المغلوبية فى الدنيا والعذاب العظيم فى العقبى وهو وعيد لهم وتهديد. وفيه اشارة الى تنزل الانسان الى الدرك الاسفل والى ان مآل الدعوى بلا تطبيق للصورة بالمعنى خزى وقهر وجلال عصمنا الله الملك الكريم المتعال. قال بعضهم وكان الملامية الذين هم اكابر القوم لا يصلون مع الفرائض الا ما لا بد منه من مؤكدات النوافل خوفا ان يقوم بهم دعوى انهم اتوا بالفرائض على وجه الكمال الممكن وزادوا على ذلك فانه لا نفل الا عن كمال فرض ونعم ما فهموا ولكن ثم ما هو اعلى وهو ان يكثروا من النوافل توطئة لمحبة الله لهم ثم يرون ذلك جبرا لبعض ما فى فرائضهم من النقص وفى الحديث " حسنوا نوافلكم فبها تكمل فرائضكم " وفى المرفوع " النافلة هدية المؤمن الى ربه فليحسن احدكم هديته وليطيبها " ولكون الهدية سببا للمحبة قال عليه السلام " تهادوا تحابوا " واعلم ان القرآن ذكر جليل انزل تذكيرا للناس وطردا للوسواس الخناس فانه كلما ذكر الانسان خنس الشيطان اى تأخر والقرآن وان كان كله ذكرا لكن ما كل آى القرآن يتضمن ذكر الله فان فيه حكاية الاحكام المشروعة وفيه قصص الفراعنة وحكايات اقوالهم وكفرهم وان كان فى ذلك الاجر العظيم من حيث هو قرآن بالاصغاء الى القارئ اذا قرأه من نفسه وغيره فذكر الله اذا سمع فى القرآن اتم من استماع قول الكافرين فى الله ما لا ينبغى فالاول من قبيل استماع القول الاحسن والثانى من استماع القول الحسن فاعرف ذلك. ويستحب لقارئ القرآن فى المصحف ان يجهر بقراءته ويضع يده على الآية يتتبعها فيأخذ اللسان حظه من الرفع ويأخذ البصر حظه من النظر واليد حظها من المس وكان كبار السلف يقرأون على سبيل التأنى والتدبر للوقوف على اسراره وحقائقه كما حكى ان الشيخ العطار قدس سره كان يختم فى اوائله فى كل يوم ختمة وفى كل ليلة ختمة ثم لما آل الامر الى الشهود واخذ الفيض من الله ذى الجود بقى فى السبع الاول من القرآن اكثر من عشرين سنة ومن الله العناية والهداية