الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ }

{ ام خلقنا الملائكة اناثا } الاناث ككتاب جمع الانثى اى بل ام خلقنا الملائكة الذين هم من اشرف الخلائق وابعدهم من صفات الاجسام ورذائل الطبائع اناثا والانوثة من اخس صفات الحيوان ولو قيل لادناهم فيك انوثة لتمزقت نفسه من الغيظ لقائله ففى جعلهم الملائكة اناثا استهانة شديدة بهم { وهم شاهدون } حال من فاعل خلقنا مفيد للاستهزاء والتجهيل اى والحال انهم حاضرون حينئذ فيقدمون على ما يقولون فان امثال هذه الامور لا تعلم الا بالمشاهدة اذ لا سبيل الى معرفتها بطريق العقل الصرف بالضرورة او بالاستدلال اذ الانوثة ليست من لوازم ذاتهم بل من اللوازم الخارجية وانتفاء النقل مما لا ريب فيه لا بد ان يكون القائل بانوثتهم شاهدا اى حاضرا عند خلقهم اذ اسباب العلم هذه الثلاثة فكيف جعلوهم اناثا ولم يشهدوا خلقهم ثم استأنف فقال