الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ }

{ وانبتنا عليه } اى فوقه مظللة عليه { شجرة من يقطين } يفعيل مشتق من قطن بالمكان اذا اقام به كاشتقاق الينبوع من نبع فهو موضوع لمفهوم كلى متناول للقرع والبطيخ والقثاء والقثد والحنظل ونحوها مما كان ورقه كله منبسطا على وجه الارض ولم يقم على ساق واحدته يقطينة. وفى القاموس اليقطين مالا ساق له من النبات ونحوه وبهاء القرعة الرطبة انتهى. اطلق هنا على الفرع استعمالا للعام فى بعض جزئياته. قال ابن الشيخ ولعل اطلاق اسم الشجر على القرع مع ان الشجر فى كلامهم اسم لكل نبات يقوم على ساقه ولا ينبسط على وجه الارض مبنى على انه تعالى انبت عليه شجرة صارت عريشا لما نبت تحتها من القرع بحيث استولى القرع على جميع اغصانها حتى صارت كأنها شجرة من يقطين وكان هذا الانبات كالمعجزة ليونس فاستظل بظلها وغطته باوراقها عن الذباب فانه لا يقع عليها كما يقع على سائر العشب وكان يونس حين لفظه البحر متغيرا يؤلمه الذباب فسترته الشجرة بورقها. قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم انك تحب القرع قال " اجل هى شجرة اخى يونس " وعن ابى يوسف لو قال رجل ان رسول الله كان يحب القرع مثلا يقال الآخر انا لا احبه فهذا كفر يعنى اذا قاله على وجه الاهانة والاستخفاف والا فلا يكفر على ما قاله بعض المتأخرين. وروى انه تعالى قيض له اروية وهى الانثى من الوعل تروح عليه بكرة وعشية فيشرب من لبنها حتى اشتد لحمه ونبت شعره وعادت قوته