الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ }

{ فاستفتهم } خطاب للنبى عليه السلام والضمير لمشركى مكة والاستفتاء فتواى خواستن والفتيا والفتوى الجواب عما يشكل من الاحكام يقال استفتيته فافتانى بكذا. قال بعضهم الفتوى من الفتى وهو الشاب القوى وسمى الفتوى فتوى لان المفتى يقوى السائل فى جواب الحادثة وجمعه فتاوى بالفتح والمراد بالاستفتاء هنا الاستخبار كما فى قوله تعالى فى قصة اهل الكهفولا تستفت فيهم منهم احدا } وليس المراد سؤال الاستفهام بل التوبيخ. والمعنى فاستخبر يا محمد مشركى مكة توبيخا واسألهم سؤال محاجة { أهم } آيا ايشان { اشد خلقا } اقوى خلقة وامتن بنية او اصعب على الخالق خلقا او اشق ايجادا { ام من } اى ام الذى { خلقنا } من الملائكة والسماء والارض وما بينهما والمشارق والكواكب والشهب الثواقب والشياطين المردة ومن لتغليب العقلاء على غيرهم { انا خلقناهم } اى خلقنا اصلهم وهو آدم وهم من نسله { من طين لازب } لاصق يلصق ويعلق باليد لا رمل فيه. قال فى المفردات اللازب الثابت الشديد الثبوت ويعبر باللازب عن الواجب فيقال ضربة لازب اهـ والباء بدل من الميم والاصل لازم مثل مكة وبكة كما فى كشف الاسرار والمراد اثبات المعاد ورد استحالتهم وتقريره ان استحالة المعاد اما لعدم قابلية المادة ومادتهم الاصلية هى الطين اللازب الحاصل من ضم الجزء المائى الى الجزء الارضى وهما باقيان قابلان الانضمام بعد واما لعدم قدرة الفاعل وهو باطل فان من قدر على خلق هذه الاشياء العظيمة قادر على ما يعتد به بالاضافة اليها وهو خلق الانسان واعادته سيما ومن الطين اللازب بدأهم وقدرته ذاتية لا تتغير فهى بالنسبة الى جميع المخلوقات على السواء بس هركاه خورشيد قدرت ازافق ارادت طلوع نمايد ذرات مقدورات درهواى ابداع وفضاى اختراع بجلوه در آيند قدس سره
كاينك زعدم سوى وجود آمده ايم   
قال الشيخ سعدى قدس سره
بامرش وجود ازعدم نقش بست كه داند جزاو كردن ازنيست هست دكرره بكتم عدم در برد واز آنجا بصحراى محشر برد   
وفى الآية اشارة الى انه تعالى اودع فى الطينة الانسانية خصوصية لزوب ولصوق يلصق بكل شئ صادفة فصادف قوما الدنيا فلصقوا بها وصادف قوما الآخرة فلصقوا بها وصادف قوما نفحات الطاف الحق فلصقوا بها فاذابتهم وجذبتهم عن انانيتهم بهويتها كما تذيب الشمس الثلج وتجذبه اليها فطوبى لعبد لم يتعلق بغير الله تعالى قال الحافظ
غلام همت آنم كه زير جرخ كبود زهر جه رنك تعلق بذيرد آزادست