الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ }

{ ولو نشاء } لو للمضى ان دخل على المضارع ولذا لا يجزمه اى ولو اردنا عقوبة المشركين فى الدنيا هم اهل مكة { لطمسنا على اعينهم } طمس الشئ ازالة اثره بالكلية يقال طمسته اى محوته واستأصلت اثره كما فى القاموس اى لسوينا اعينهم ومحوناها بان ازلنا ضوءها وصورتها بحيث لا يبدو لها شق ولا جفن وتصير مطموسة ممسوخة كسائر اعضائهم وبالفارسية هراينه نابيدا كنيم يعنى رقم محو كشيم برجشمهاى ايشان يعنى كما اعمينا قلوبهم ومحونا بصائرهم لو نشاء لاعمينا ابصارهم الظاهرة وازلناها بالكلية فيكون عقوبة على عقوبة { فاستبقوا الصراط } الاستباق افتعال وبالفارسية بريكديكر بيش كرفتن والصراط من السبيل مالا التواء فيه بل يكون على سبيل القصد وانتصابه بنزع الجار لان الصراط مسبوق اليه لا مسبوق اى فارادوا ان يستبقوا ويتبادروا الى الطريق الواسع الذى اعتادوا سلوكه وبالفارسية بس بيشى كيرند وآهنك كنند راهى راكه در سلوك آن معتادند { فأنى يبصرون } اى فكيف يبصرون الطريق وجهة السلوك الى مقاصدهم حين لاعين لهم للابصار فضلا عن غيره اى لا يبصرون لان أنى بمعنى كيف وكيف هنا انكار فتفيد النفى وحاصله تهديد لاهل مكة بالطمس فان الله تعالى قادر على ذلك كما فعل بقول لوط حين كذبوه وراودوه عن ضيفه. وفى التأويلات النجمية يشير الى طمس عين الظاهر بحيث لا يكون لها شق فكيف تبكى حتى تشهد بالبكاء على صاحبها ويشير ايضا الى طمس عين الباطن فاذا كانت مطموسة كيف يبصر بها الحق والباطل ليرجع من الباطل الى الحق واذا لم يبصر بها الحق كيف يخاف من الباطل ليحترق قلبه بنار الخوف فيسيل منه الدمع ليشهد له بالبكاء من الخوف
كريه وزارى دليل رهبتست هركرا اين نيست اهل شقوتست