الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً }

{ يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله } فى رعاية حقوقه وحقوق عباده فمن الاول الامتثال لامره ومن الثانى ترك الاذى لا سيما فى حق رسوله. قال الواسطى التقوى على اربعة اوجه. للعامة تقوى الشرك. وللخاصة تقوى المعاصى. وللخاص من الاولياء تقوى التوصل بالافعال. وللانبياء تقواهم منه اليه { وقولوا } فى أى شأن من الشؤون { قولا سديدا } مستقيما مائلا الى الحق من سد يسد سدادا صار صوابا ومستقيما فان السداد الاستقامة يقال سدد السهو نحو الرمية اذا لم يعدل به عن سمتها وخص القول الصدق بالذكر وهو ما اريد به وجه الله ليس فيه شائبة غير وكذب اصلا لان التقوى صيانة النفس عما تستحق به العقوبة من فعل او ترك فلا يدخل فيها. وقال بعضهم القول السديد داخل فى التقوى وتخصيصه اعظم اركانها. قال الكاشفى قول جامع درين باب آنست كه قول سديد سخنست كه صدق باشد نه كذب وصواب بود نه خطا وجد بود نه هزل جنين سخن كوييد والمراد نهيهم عن ضده اى عما خاضوا فيه من حديث زينب الجائر عن العدل والقصد يعنى دروغ مكوييد وناراستى درسخن جون حديث افك وقصة زينب وبعثهم على ان يسددوا قولهم فى كل باب لان حفظ اللسان وسداد القول رأس الخير كله ـ حكى ـ ان يعقوب بن اسحاق المعروف بابن السكيت من اكابر علماء العربية جلس يوما مع المتوكل فجاء المعتز والمؤيد ابنا المتوكل فقال ايما احب اليك ابناى ام الحسن والحسين قال والله ان قنبرا خادم على رضى الله عنه خير منك ومن ابنيك فقال سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات تلك الليلة ومن العجب انه انشد قبل ذلك للمعتز والمؤيد وكان يعلمهما فقال
يصاب الفتى من عثرة بلسانه وليس يصاب المرء من عثرة الرجل فعثرته فى القول تذهب رأسه وعثرته فى الرجل تبرا على مهل