الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ }

{ وقالوا } اى الاتباع عطف على يقولون والعدول الى صيغة الماضى للاشعار بان قولهم هذا ليس مسببا لقولهم السابق بل هو ضرب اعتذار ارادوا به ضربا من التشفى بمضاعفة عذاب الذين القوهم فى تلك الورطة وان علموا عدم قبوله فى حق خلاصهم منها { ربنا } اى بروردكارما { انا اطعنا سادتنا وكبراءنا } يعنون قادتهم ورؤساءهم الذين لقنوهم الكفر والتعبير عنهم بعنوان السيادة والكبر لتقوية الاعتذار والا فهم فى مقام التحقير والاهانة. والسادة جمع سيد وجمع الجمع سادات وقد قرئ بها للدلالة على الكثرة. قال فى الوسيط وسادة احسن لان العرب لا تكاد تقول سادات. والكبراء جمع كبير وهو مقابل الصغير والمراد الكبير رتبة وحالا { فاضلونا السبيلا } اى صرفونا عن طريق الاسلام والتوحيد بما زينوا لنا الكفر والشرك يقال اضله الطريق واضله عن الطريق بمعنى واحد اى اخطأ به عنه وبالفارسية بس كم كردند راه مارا يعنى مارا ازراه ببردند وبافسون وافسانه فريب دادند والالف الزائدة فى الرسولا والسبيلا لاطلاق الصوت لان اواخر آيات السورة الالف والعرب تحفظ هذا فى خطبها واشعارها. قال فى بحر العلوم قرأ ابن كثير وابو عمرو وحمزة وحفص والكسائى { واطعنا الرسول فاضلونا السبيل } بغير الف فى الوصل. وحمزة وابو عمرو ويعقوب فى الوقف ايضا والباقون بالالف فى الحالين تشبيها للفواصل بالقوافى فان زيادة الالف لاطلاق الصوت وفائدتها الوقف والدلالة على ان الكلام قد انقطع وان ما بعده مستأنف واما حذفها فهو القياس اى فى الوصف والوقف