الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

{ وأورثكم } وميراث داد شمارا { ارضهم } مزارعهم وحدائقهم { وديارهم } حصونهم وبيوتهم { واموالهم } نقودهم واثاثهم ومواشيهم شبهت فى بقائها على المسلمين بالميراث الباقى على الوارثين اذ ليسوا فى الشئ منهم من قرابة ولادين ولا ولاء فاهلكهم الله على ايديهم وجعل املاكهم واموالهم غنائم لهم باقية عليهم كالمال الباقى على الوارث { وارضا } وشمارا داد زمينى راكه يعنى فى علمه وتقديره { لم تطؤها } باقدامكم بعد كفارس والروم وما ستفتح الى يوم القيامة من الاراضى والممالك من وطئ يطأ وطئا وبالفارسية بباى سبردن { وكان الله على كل شئ قديرا } فقد شاهدتم بعض مقدوراته من ايراث الارض التى تسلمتموها فقيسوا عليها ما بعدها. قال الكاشفى بس قادر باشد بر فتح بلاد وتسخير آن براى ملازمان سيد عباد
لشكر عزم ترا فتح وظفر همراهست لا جرم هر نفس اقليم دكر مى كيرى   
ـ روى ـ انه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وكان وقت الظهيرة وصلى الظهر ودخل بيت زينب وقد غسلت شق رأسه الشريف اتى جبريل عليه السلام على فرسه حيزوم معتجرا بعمامة سوداء فقال أوقد وضعت السلاح يا رسول الله قال نعم قال جبريل ما وضعت ملائكة الله السلاح منذ نزل بك العدو ان الله يأمرك بالمسير الى بنى قريظة فانى عامد اليهم بمن معى من الملائكة فمزلزل بهم الحصون وداقهم دق البيض على الصفا فادبر بمن معه وسار حتى سطع الغبار فامر عليه السلام بلالا رضى الله عنه فاذن فى الناس من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر الا فى بنى قريظة وقد لبس عليه السلام الدرع والمغفر واخذ قناة بيده الشريفة وتقلد السيف وركب فرسه اللحيف بالضم والناس حوله قد لبسوا السلاح وهم ثلاثة آلاف واستعمل على المدينة ابن ام مكتوم رضى الله عنه ودفع اللواء الى على رضى الله عنه وكان اللواء على حاله لم يحل من مرجعه من الخندق وارسله متقدما مع بعض الاصحاب ومر عليه السلام بنفر من بنى النجار قد لبسوا السلاح فقال هل مرّ بكم احد قالوا نعم دحية الكلبى رضى الله عنه وامرنا بحمل السلاح وقال لنا رسول الله يطلع عليكم الآن فقال ذلك جبريل فلما دنا على رضى الله عنه من الحصون وغرز اللواء عند اصل الحصون سمع من بنى قريظة مقالة قبيحة فى حقه عليه السلام وحق ازواجه فسكت المسلمون وقالوا السيف بيننا وبينكم فلما رأى على رضى الله عنه رسول الله مقبلا امر قتادة الانصارى ان يلزم اللواء ورجع اليه عليه السلام فقال يا رسول الله لا عليك ان لا تدنو من هؤلاء الاخابث قال لعلك سمعت منهم لى اذى قال نعم قال لو رأونى لم يقولوا من ذلك شيئا فلما دنا من حصونهم قال يا اخوان القردة والخنازير لان اليهود مسخ شبانهم قردة وشيوخهم خنازير فى زمن داود عليه السلام عند اعتدائهم يوم السبت بصيد السمك اخزاكم الله وانزل بكم نقمته أتشتموننى فجعلوا يحلفون ويقولون ما قلنا يا ابا القاسم ما كنت فحاشا يعنى توفحاش نبودى وهركز ناسزا نكفتى جونست كه امروز مارا ميكويى ثم ان جماعة من الصحابة شغلهم ما لم يكن منه بد عن المسير لبنى قريظة ليصلوا بها العصر فاخروا صلاة العصر الى ان جاؤا بعد العشاء الاخيرة فصلوها هناك امتثالا لقوله عليه السلام

السابقالتالي
2 3