الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } * { أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

{ أفمن } آيا آنكس كه { كان } فى الدنيا { مؤمنا كمن كان فاسقا } خارجا عن الايمان لانه قابل به المؤمن وايضا اخبر انه يخلد فى النار ولا يستحق التخليد فيها الا الكافر { لا يستوون } فى الشرف والجزاء فى الآخرة والتصريح به مع افادة الانكار نفى المشابهة للتأكيد وبناء التفصيل الآتى عليه والجمع للحمل على معنى من. قال الكاشفى آورده اندكه وليد بن عقبه باشير بيشه مردى در مقام مفاخرت آمده كفت اى على سنان من ازسنان توسخترست وزبان من از زبان توتيز تر على كفت خاموش باش اى فاسق ترا با من جه زهره مساوات وجه ياراى مجادلا تست حق سبحانه وتعالى براى تصديق على رضى الله عنه آيت فرستاد فالمؤمن هو علىّ رضى الله عنه ودخل فيه من مثل حاله والكافر هو الوليد ودخل فيه من هو على صفته ولذلك اورد الجمع فى لا يستوون. قال ابن عطاء من كان فى انوار الطاعة والايمان لا يستوى مع من هو فى ظلمات الفسق والطغيان. وفى كشف الاسرار أفمن كان فى حلة الوصال يجرّ اذياله كمن هو فى مذلة الفراق يقاسى وباله أفمن كان فى روح القربة ونيسم الزلفة كمن هو فى هول العقوبة يعانى مشقة الكلفة أفمن ايد بنور البرهان وطلعت عليه شموس العرفان كمن ربط بالخذلان ووسم بالحرمان لا يستويان ولا يلتقيان
ايها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان هى شامية اذا ما استقلت وسهيل اذا استقل يمانى   
{ اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم } استحقاقا { جنات المأوى } قال الراغب المأوى مصدر اوى الى كذا انضم اليه وجنة المأوى كقوله دار الخلود فى كون الدار مضافا الى المصدر. وفى الارشاد اضيفت الجنة الى المأوى لانها المأوى الحقيقى وانما الدنيا منزل مرتحل عنه لا محالة ولذلك سميت قنطرة لانها معبر للآخرة لا مقر وبالفارسية ايشانراست بوستانها وبهشتها كه مأواى حقيقى است. وعن ابن عباس رضى الله عنهما جنة المأوى كلها من الذهب وهى احدى الجنان الثمان التى هى دار الجلال ودار القرار ودار السلام وجنة عدن وجنة المأوى وجنة الخلد وجنة الفردوس وجنة النعيم { نزلا } اى حال كون تلك الجنات ثوابا واجرا وبالفارسية در حالتى كه بيشكش باشد يعنى ما حضرى كه براى مهمانان آرند وهو فى الاصل ما يعد للنازل والضيف من طعام وشراب وصلة ثم صار عاما فى العطاء { بما كانوا يعملون } بسبب اعمالهم الحسنة التى عملوها فى الدنيا. وفى التأويلات النجمية { أفمن كان مؤمنا } بطلب الحق تعالى { كمن كان فاسقا } بطلب ما سوى الحق { لا يستوون } اى الطالبون لله والطالبون لغير الله فـ { أما الذين آمنوا } بطلب الحق { وعملوا الصالحات } بالاقبال على الله والاعراض عما سواه { فلهم جنات المأوى نزلا } يعنى ان جنات مأوى الابرار ومنزلهم يكون نزلا للمقربين السائرين الى الله واما مأواهم ومنزلهم ففى مقعد صدق عند مليك مقتدر { واما الذين فسقوا } خرجوا عن الايمان والطاعة بايثار الكفر والمعصية عليهما { فمأواهم } اسم مكان اى ملجأهم ومنزلهم { النار } مكان جنات المأوى للمؤمنين { كلما } هركاه كه { ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها } عبارة عن الخلود فيها فانه لا خروج ولا اعادة فى الحقيقة كقوله

السابقالتالي
2 3