الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ }

{ يا ايها الناس } نداء عام لكافة المكلفين واصله لكفار مكة { اتقوا ربكم } ببرهيزيد ازعذاب وخشم خداوند خويش وذلك بالاجتناب عن الكفر والمعاصى وما سوى الله تعالى. قال بعض العارفين مرة يخوّفهم بافعاله فيقولاتقوا فتنة } ومرة بصفاته فيقولألم يعلم بان الله يرى } ومرة بذاته فيقوليحذركم الله نفسه } { واخشوا } الخشية خوف يشوبه تعظيم واكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى عليه { يوما }. قال فى التيسير يجوز ان يكون على ظاهره لان يوم القيامة مخوف { لا يجزى } فيه { والد عن ولده } اى لا يقضى عنه شيئا من الحقوق ولا يحمل من سيآته ولا يعطيه من طاعاته يقال جزاءه دينه اذا قضاه. وفى المفردات الجزاء الغناء والكفاية كقوله تعالىلا تجزى نفس عن نفس شيئا } وبالفارسية وبترسيد از روزى كه دفع نكند عذاب را وباز ندارد بدر از بسر خويش والولد ولو كان يقع على القريب والبعيد اى ولد الولد لكن الاضافة تشير الى الصلبى القريب فاذا لم يدفع عما هو الصق به لم يقدر ان يدفع عن غيره بالطريق الاولى. ففيه قطع لاطماع اهل الغرور المفتخرين بالآباء والاجداد المعتمدين على شفاعتهم من غير ان يكون بينهم جهة جامعة من الايمان والعمل الصالح { ولا مولود } ونه فرزندى عطف على والد وهو مبتدأ خبره قوله { هو جاز } قاد ومؤدّ { عن والده شيئا } ما من الحقوق وخص الولد والوالد بالذكر تنبيها على غيرهما والمولود خاص بالصلبى الاقرب فاذا لم يقبل شفاعته للاب الاول الذى ولدمنه لم يقبل لمن فوقه من الاجداد وتغيير النظم للدلالة على ان المولود اولى بان لا يجزى ولقطع طمع من توقع من المؤمنين ان ينفع اباه الكافر فى الآخرة ولذا قالوا ان هذا الخبر خاص بالكفار فان اولاد المؤمنين وآباءهم ينفع بعضهم بعضا قال تعالىألحقنا بهم ذريتهم } اى بشرط الايمان { ان وعد الله } بالحشر والجنة والنار والثواب والعقاب والوعد يكون فى الخير والشر يقال وعدته بنفع وضر وعدا وميعادا والوعيد فى الشر خاصة { حق } كائن لا خلف فيه { فلا تغرنكم الحياة الدنيا } يقال غره خدعه واطعمه بالباطل فاغتر هو كما فى القاموس والمراد بالحياة الدنيا زينتها وزخارفها وآمالها يعنى بمتاعهاى دلفريب او فريفته مشويد. وفى التأويلات النجمية اى بسلامتكم فى الحال وعن قريب ستندمون فى المآل انتهى { ولا يغرنكم بالله الغرور }. قال فى المفردات الغرور كل ما يغر الانسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وقد فسر بالشيطان اذ هو اخبث الغارين اى ولا يخدعنكم الشيطان المبالغ فى الغرور والخدعة بان يرجيكم التوبة والمغفرة فيجسركم على المعاصى وينسيكم الرجوع الى القبور ويحملكم على الغفلة عن احوال القيامة واهوالها
وعذر فردارا عمر فردا بايد كار امروز بفردا نكذارى زنهار روز جون بافته كاركن وعذر ميار   

السابقالتالي
2 3