الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ }

{ ألم تروا } ألم تعلموا با بنى آدم { ان الله سخر لكم } التسخير سياقة الشئ الى الغرض المختص به قهرا { ما فى السموات } من الكواكب السيارة مثل الشمس والقمر وغيرهما والملائكة المقربين بان جعلها اسبابا محصلة لمنافعكم ومراداتكم فتسخير الكواكب بان الله تعالى سيرها فى البروج على الافلاك التى دبر لكل واحد منها فلكا وقدر لها القرانات والاتصالات وجعلها مدبرات العالم السفلى من الزمانى مثل الشتاء والصيف والخريف والربيع ومن المكانى مثل المعدن والنبات والحيوان والانسان وظهور الاحوال المختلفة بحسب سير الكواكب على الدوام لمصالح الانسان ومنافعهم منها. قال الكاشفى رام ساخت براى نفع شما آنجه در آسمانها ست از آفتاب وماه وستاره تااز روشنئ ايشان بهره مندشويد
زمشرق بمغرب مه وآفتاب روان كرد وكسترد كيتى بر آب   
واز ستار تابد ايشان راه بريد كما قال تعالىوبالنجم هم يهتدون } وتسخير الملائكة بان الله تعالى من كمال قدرته وحكمته جعل كل صنف من الملائكة موكلين على نوع من المدبرات وعونالها كالملائكة الموكلين على الشمس والقمر والنجوم وافلاكها والموكلين على السحاب والمطر. وقد جاء فى الخبر ان على كل قطرة من المطر موكلا من الملائكة لينزلها حيث امرو الموكلين على البحور والفلوات والرياح والملائكة الكتاب للناس الموكلين عليهم ومنهم المعقبات من بين ايديهم ومن خلفهم يحفظونهم من امرالله حتى جعل على الارحام ملائكة فاذا وقعت نطفة الرجل فى الرحم يأخذها الملك بيده اليمنى واذا وقعت نطفة المرأة يأخذها الملك بيده اليسرى فاذا امر بمشجها يمشج النطفتين وذلك قوله تعالىانا خلقنا الانسان من نطفة امشاج } والملائكة الموكلين على الجنة والنار كلهم مسخرون لمنافع الانسان ومصالحهم حتى الجنة والنار مسخرتان لهم تطميعا وتخويفا لانهم يدعون ربهم خوفا وطمعا وكذا سخر ما فى سموات القلوب من الصدق والاخلاص والتوكل واليقين والصبر والشكر وسائر المقامات القلبية والروحانية والمواهب الربانية وتسخيرها بان يسر لمن يسر له العبور عليها بالسير والسلوك المتداركة بالجذبة والانتفاع بمنافعها والاجتناب عن مضارها { وما فى الارض } من الجبال والصحارى والبحار والانهار والحيوانات والنباتات والمعادن بان مكنكم من الانتفاع بها بوسط او بغير وسط وكذا سخر ما فى ارض النفوس من الاوصاف الذميمة مثل الكبر والحسد والحقد والبخل والحرص والشره والشهوة وغيرها وتسخيرها بتبديلها بالاخلاق الحميدة والعبور عليها والتمتع بخواصها محترزا عن آفاتها { واسبغ عليكم } اتم واكمل { نعمه } جمع نعمة وهى فى الاصل الحالة الطيبة التى يستلذها الانسان فاطلقت للامور اللذيذة الملائمة للطبع المؤدية الى تلك الحالة الطيبة { ظاهرة } اى حال كون تلك النعم محسوسة مشاهدة مثل حسن الصورة وامتداد القامة وكمال الاعضاء
دهد نطفه را صورتى جون برى كه كر دست بر آب صور تكرى   

السابقالتالي
2