الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ }

{ فاصبر } يا محمد على اذاهم قولا وفعلا { ان وعد الله } بنصرتك واظهار دينك { حق } لا بد من انجازه والوفاء به نكه داريد وقت كارهارا كه هركارى بوقتى بازيسته است { ولا يستخفنك } اى لا يحملنك على الخفة والقلق جزعا. قال فى المفردات لا يزعجنك ولا يزيلنك عن اعتقادك بما يوقعون من الشبه { الذين لا يوقنون } الايقان بى كمان شدن واليقين اخذ من اليقين وهو الماء الصافى كما فى كشف الاسرار اى لا يوقنون بالايات بتكذيبهم اياها واذاهم باباطيلهم التى من جملتها قولهم ان انتم الا مبطلون فانهم شاكون ضالون ولا يستبدع منهم امثال ذلك فظاهر النظم الكريم وان كان نهيا للكفرة عن استخافة عليه السلام لكنه فى الحقيقة نهى له عن التأثر من استخفافهم على طريق الكناية " ـ روى ـ انه لما مات ابو طالب عم النبى عليه السلام بالغ قريش فى الاذى حتى ان بعض سفهائهم نثر على رأسه الشريفة التراب فدخل عليه السلام بيته والتراب على رأسه فقام اليه بعض بناته وجعلت تزيله عن رأسه وتبكى ورسول الله عليه السلام يقول لها " لا تبكى يا بنية فان الله مانع اباك " وكذا اوذى الاصحاب كلهم فصبروا وظفروا وظفروا بالمراد فكانت الدولة لهم دينا ودنيا وآخره قال الحافظ
دلادر عاشقى ثابت قدم باش كه دراين ره نباشد كار بى اجر   
وفى التأويلات النجمية وبقوله { فاصبر } يشير الى الطالب الصادق فاصبرعلى مقاساة شدائد فطام النفس عن مألوفاتها تزكية لها وعلى مراقبة القلب عن التدنس بصفات النفس تصفية له وعلى معاونة الروح على بذل الوجود لنيل الجود تحلية له { ان وعد الله حق } فيما قال ألا من طلبنى وجدنى { ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } يشير به الى استخفاف اهل البطالة واستجهالهم اهل الحق وطلبه وهم ليسوا اهل الايقان وان كانوا اهل الايمان التقليدى يعنى لا يقطعون عليك الطريق بطريق الاستهزاء والانكار كما هو عادة اهل الزمان يستخفون طالبى الحق وينظرون اليهم بنظر الحقارة ويزرونهم وينكرون عليهم فيما يفعلون من ترك الدنيا وتجردهم عن الاهالى والاولاد والاقارب وذلك لانهم لا يوقنون بوجوب طلب الحق تعالى ويجب على طالبى الحق اولا التجريد لقوله تعالى { ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم } وبعد تجريد الظاهر يجب عليهم التفريد وهو قطع تعلق القلب من سعادة الدارين وبهذين القدمين وصل من وصل الى مقام التوحيد كما قال بعضهم خطوتان وقد وصلت قال الشيخ العطار قدس سره
مكرسنك وكلوخى بود درراه بدريايى در افتادند ناكاه بزارى سنك كفتا غرقة كشتم كنون باقعر كويم سر كذشتم وليكن آن كلوخ ازخود فناشد ندانم تاكجا رفت وكجاشد كلوخى بى زبان آواز برداشت شنود آن راز اوهركو خبر داشت كه ازمن در دو عالم تن نماندست وجودم يك سر سوزن نما ندست زمن نه جان ونه تن مى توان ديد همه درياست روشن مى توان ديد اكر همرنك دريا كردى امروز شوى دروى توهم درشب افروز وليكن تاتوخواهى بود خود را نخواهى بافت جانرا وخردرا   

السابقالتالي
2