الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ }

{ ويوم تقوم الساعة } اى القيامة سميت بها لانها تقوم فى آخر ساعة من ساعات الدنيا او لانها تقع بغتة وبداهة وصارت علما لها بالغلبة كالنجم للثريا والكوكب للزهرة. وفى فتح الرحمن ويوم تقوم الساعة التى فيها القيامة { يقسم المجرمون } يحلف الكافرون يقال اقسم اى حلف اصله من القسامة وهى ايمان تقسم على المتهمين على الدم ثم صار اسما لكل حلف { ما لبثوا } فى القبور وما نافية ولبث بالمكان اقام به ملازما له { غير ساعة } اى الاساعة واحدة وهى جزؤ من اجزاء الزمان استقلوا مدة لبثهم نسيانا او كذبا او تخمينا ويقال ما لبثوا فى الدنيا والاول هو الاظهر لان لبثهم مغيى بيوم البعث كما سيأتى وليس لبثهم فى الدنيا كذلك { كذلك } مثل ذك الصرف وبالفارسية مثل اين بركشتن ازراستى در آخرت { كانوا } فى الدنيا بانكار البعث والحلف على بطلانه كما اخبر سبحانه فى قولهواقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله } من يموت { يؤفكون } يقال افك فلان اذا صرف عن الصدق والخير اى يصرفون عن الحق والصدق فيأخذون فى الباطل والافك والكذب يعنى كذبوا فى الآخرة كما كانوا يكذبون فى الدنيا وبالفارسية كار ايشان دروغ كفتن است درين سرا ودران سرا. واعلم ان الله تعالى خلق الصدق فظهر من ظله الايمان والاخلاص وخلق الكذب فظهر من ظله الكفر والنفاق فانتج الايمان المتولد من الصدق ان يقول المؤمنون يوم القيامة الحمد لله الذى صدقنا وعده وهذا ما وعده وهذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ونحوه وانتج الكفر المتولد من الكذب ان يقول الكافرون يومئذ والله ما كنا مشركين وما لبثوا غير ساعة ونحوه من الاكاذيب قال الحافظ
بصدق كوش كه خورشيد زايد ازنفست كه از دروغ سيه روى كشت صبح نخست   
يعنى ان آخر الصدق النور كما ان آخر الصبح الصادق الشمس وآخر الكذب الظلمة كما ان آخر الصبح الكاذب كذلك