الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ }

{ ليجزى الذين آمنوا } به فى الدنيا { وعملوا الصالحات } وهى ما اريد به وجه الله تعالى ورضاه { من فضله } ازبخشش خود متعلق بيجزى وهو متعلق بيصدعون اى يتفرقون بتفريق الله تعالى فريقين ليجزى كلامنهما بحسب اعمالهم وحيث كان جزاء المؤمنين هو المقصود بالذات ابرز ذلك فى معرض الغاية وعبر عنه بالفضل لما ان الاثابة عند اهل السنة بطريق التفضيل لا الوجوب كما عند المعتزلة واشير الى جزاء الفريق الآخر بقوله { انه لا يحب الكافرين } فان عدم محبته تعالى كناية عن بغضه الموجب لغضبه المستتبع للعقوبة لا محالة. قال بعضهم دوست نميدارد كافر انرا تابا مؤمنان جمع كند بلكه ايشانرا جدا ساخته بدوزخ فرستد ـ روى ـ ان الله تعالى قال لموسى عليه السلام ما خلقت النار بخلامنى ولكن اكره ان اجمع اعدائى واوليائى فى دار واحدة نسأل الله تعالى دار اوليائه ونستعيذ به من دار اعدائه. وفى التأويلات اشارات. منها ان النظر بالعبرة من اسباب الترقى فى طريق الحق وذلك ان بعض السلاك استحلوا بعض الاحوال فسكنوا اليها وبعضهم استحسنوا بعض المقامات فركنوا اليها فاشركوا بالالتفات الى ما سوى الحق تعالى فمن نظر من اهل الاستعداد الكامل الى هذه المساكنات والركون الى الملائمات يسير على قدمى الشريعة والطريقة لكى يقطع المنازل والمقامات ويجتهد فى ان لا يقع فى ورطة الفترات والوقفات كما وقع بعض من كان قبله فحرم من الوصول الى دائرة التوحيد الحقانى
اى برادر بى نهايت در كهيست هو كجا كه ميرسى بالله مأيست   
ومنها انه لا بد للطالب من الاستقامة وصدق التوجه وذلك بالموافقة بالاتباع دون الاستبداد برأيه على وجه الابتداع ومن لم يتأدب بشيخ كامل ولم يتلقف كلمة التوحيد ممن هو لسان وقته كان خسرانه اتم ونقصانه اعم من نفعه
زمن اى دوست اين يك بند بيذير برو فتراك صاحب دولتى كير كه قطره تا صدف را درنيابد نكردد كوهر وروشن نتابد   
ومنها ان من انكر على اهل الحق فعليه جزاء انكاره وهو الحرمان من حقائق الايمان والله تعالى لا يحب المنكرين اذلوا حبهم لرزقهم الصدق والطلب ولما وقعوا بالخذلان فى الانكار والكفران
مغزرا خالى كن ازانكار يار تاكه ريحان يابد ازكلز اريار   
وفى الحديث " الاصل لا يخطئ " وتأويله ان اهل الاقرار يرجع الى صفات اللطف واهل الانكار الى صفات القهر لان اصل خلقة الاول من الاولى والثانى من الثانية
شراب داد خدا مرمرا وسركه ترا جوقسمت است جه جنكست مرمرا وترا   
نسأل الله العشق والاشتياق والسلوك الى طريقة العشاق ونعوذ بالله من الزيغ والضلال على كل حال.