الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ ضرب لكم } يا معشر من اشرك بالله { مثلا } بين به بطلان الشرك { من انفسكم } من ابتدائيه اى منتزعا من احوالها التى هى اقرب الامور اليكم واعرفها عندكم يقال ضرب الدرهم اعتبارا بضربه بالمطرقة وقيل له الطبع اعتبارا بتأثير السكة فيه وضرب المثل هو من ضرب الدرهم وهو ذكر شئ اثره يظهر فى غيره والمثل عبارة عن قول فى شئ يشبه قولا فى شئ آخر بينهما مشابهة لتبيين احدهما بالآخر وتصويره. قال ابو الليث نزلت فى كفار قريش كانوا يعبدون الآلهة ويقولون فى احرامهم لبيك لا شريك لك الاشريك هو لك تملكه وما ملك ثم صور المثل فقال { هل لكم } آياشمارا هست اى ازاد كان { من ما ملكت ايمانكم } من العبيد والاماء ومن تبعيضية { من شركاء } من مزيدة لتأكيد النفى المستفاد من الاستفهام { فيما زرقناكم } من الاموال والاسباب اى هل ترضون لانفسكم شركة فى ذلك ثم حقق معنى الشركة فقال { فانتم } وهم اى مما ليككم { فيه } اى فيما رزقناكم { سواء } متساوون يتصرفون فيه كتصرفكم من غير فرق بينكم وبينهم. قال فى الكواشى محل الجملة نصب جواب الاستفهام { تخافونهم } خبر آخر لانتم داخل تحت الاستفهام الانكارى كما فى الارشاد اى تخافون مما ليككم ان يستقلوا وينفردوا بالتصرف فيه { كخيفتكم انفسكم } معنى انفسكم ههنا امثالكم من الاحرار كقولهولا تلمزوا انفسكم } اى بعضكم بعضا. والمعنى خيفة كائنة مثل خيفتكم من امثالكم من الاحرار المشاركين لكم فيما ذكر والمراد نفى مضمون ما فصل من الجملة الاستفهامية اى لا ترضون بان يشارككم فيما بايديكم من الاموال المستعارة مما ليككم وهم عندكم امثالكم فى البشرية غير مخلوقين لكم بل لله تعالى فكيف تشركون به سبحانه فى المعبودية التى هى من خصائصه الذاتية مخلوقه بل مصنوع مخلوقه حيث تصنعونه بايديكم ثم تعبدونه قال الكاشفى نقلا عن بعض التفاسير جون حضرت مصطفى عليه السلام اين آيت برصناديد قريش خواند كفتند " كلا والله لا يكون ذلك ابدا " آن حضرت فرمود كه شما بند كان خودرا درمال خود شركت نمى دهيد بس جكونه آفريد كانرا كه بند كان خدا اند درملك او شريك مى سازيد
خلق جون بند كان سردرييش مانده دربند حكم خالق خويش جملة همم بنده اند وهم بندى نرسد بنده را خداوندى   
وفى الآية على ان العبد لا ملك له لانه اخبر ان لا مشاركة للعبيد فيما رزقنا الله من الاموال وفيه اشارة الى ان الانسان اذا تجلى الله له بانوار جماله وجلاله حيث اضمحل به آثار ظلمات اوصافه لا يكون شر يكاله تعالى فى كمالية ذاته وصفاته بل الكمال فى لحقيقة لله تعالى فلا يحسب احد من اهل التجلى ان الله صار حالا فيه اوصار هو بعضامنه تعالى اوصار العبد حقا او الحق عبدا فمن كبريائه ان لا يكون جزأ لاحد او مثلا ومن عظمته ان لا يكون احد جزأه ليس كمثله شئ وهو السميع البصر { كذلك } اى مثل ذلك التفصيل الواضح { نفصل الآيات } اى نبين ونوضح دلائل الوحدة لا تفصيلا ادنى منه فان التمثيل تصوير للمعانى المعقولة بصورة المحسوس فيكون فى غاية البيان والايضاح { لقوم يعقلون } يستعملون عقولهم فى تدبر الامور والامثال اما جاهلان وستكماران از حقيقت اين سخنها بى خبرند.

السابقالتالي
2