الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }

{ يخرج الحى من الميت } كالانسان من النطفة والطير من البيضة وايضا المؤمن من الكافر والمصلح من المفسد والعالم من الجاهل. وايضا القلب الحى بنور الله من النفس الميتة عن صفاتها واخلاقها الذميمة اظهارا للطفه ورحمته { ويخرج الميت من الحى } النطفة والبيضة من الحيوان. وايضا الكافر والمفسد والجاهل من المؤمن والمصلح والعالم. وايضا القلب الميت عن الاخلاق الحميدة الروحانية من النفس الحية بالصفات الحيوانية الشهوانية اظهارا لقهره وعزته { ويحيي الارض } بالمطر والنبات { بعد موتها } قحلها ويبسها { وكذلك } مثل ذلك الاخراج { تخرجون } من القبور احياء الى موقف الحساب فانه ايضا يعقب الحياة الموت. تلخيصه الابداء والاعادة فى قدرته سواء. قال مقاتل يرسل الله يوم القيامة ماء الحياة من السماء السابعة من البحر المسجور بين النفختين فينشر عظام الموتى وذلك قوله تعالى { وكذلك تخرجون } فكما ينبت النبات من الارض بالمطر فكذا ينبت الناس من القبور بمطر البحر المسجور كالمنى ويحيون به. والاشارة ان الله يحي ارض القلوب بعد اماتته اياها وكذلك تخرجون من العدم الى الوجود بالقدرة وفى الحديث " من قال حين يصبح فسبحان الله حين تمسون الى قوله وكذلك تخرجون ادرك ما فات من ليلته ومن قالها حين يمسى ادرك ما فاته فى يومه " وفى كشف الاسرار عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون " هذه الآيات الثلاث من سورة الروم وآخر سورة الصافات دبر كل صلاة يصليها كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد تراب الارض فاذا مات اجرى له بكل حسنة عشر حسنات فى قبره وكان ابراهيم خليل الله عليه السلام يقولها فى كل يوم وليلة ست مرات يعنى مضمونها بلغة السريان اذ لم تكن العربية يومئذ.