الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ }

{ فاما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة } عظيمة وهى كل ارض ذات نبات وماء ورونق ونضارة والمراد بها الجنة. قال الراغب الروض مستنقع الماء والخضرة وفى روضة عبارة عن رياض الجنة وهى محاسنها وملاذها انتهى. وخص الروضة بالذكر لانه لم يكن عند العرب شئ احسن منظرا ولا اطيب نشرا من الرياض. ففيه تقريب المقصود من افهامهم. والمعنى بالفارسية بس ايشان درمر غزار هاى مشتمل برازهار وانهار { يحبرون } يسرون سرورا تهللت له وجوههم يعني شادمان كردانيده باشند جنان شادمانى كه اثر آن برصفحات وجنات ايشان ظاهر باشد فالحبور السرور يقال حبره اذا سره سرورا تهلل له وجهه. وفى المفردات يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعميهم اى اثره يقال حبر فلان بقى بجلده اثر من قرح. والحبر العالم لما يبقى من اثر علومه فى قلوب الناس ومن آثار فعاله الحسنة المقتدى بها والى هذا المعنى اشار امير المؤمنين رضى الله عنه بقوله " العلماء باقون ما بقى الدهر اعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة " ويقال التحبير التحسين الذي يسر به يقال للعالم حبر كل نعمة حسنة. قال فى الارشاد واختلف فيه الاقاويل لاختلاف وجوه. فعن ابن عباس رضى الله عنهما ومجاهد يكرمون. وعن قتادة ينعمون. وعن ابن كيسان يحلون. وعن ابى بكر بن عياش يتوّجون متوج سازندشان وعن وكيع يسرون بالسماع يعني آواز خوش شنوانند ايشانزا وهيج لذت برابر سماع نيست. درخبراست كه ابكار بهشت تغنى كنند باصواتى كه خلائق مثل آن نشنيده باشد واين افضل نعيم بهشت بود ازابى درداء رضى الله عنه را برسيدندكه مغنيات بهشت بجه جيز تغنى كنند فرموده كه باتسبيح. ازيحيى بن معاذ رازى رضى الله عنه را يرسيدندكه از آوزها كدام دوستر دارى فرمود مزامير انس فى مقاصير قدس بالحان تحميد فى رياض تمجيد ـ وروى ـ ان فى الجنة اشجارا عليها اجراس من فضة فاذا اراد اهل الجنة السماع يهب الله ريحا من تحت العرش فتقع فى تلك الاشجار فتحرك تلك الاجراس باصوات لوسمعها اهل الدنيا لماتوا طربا وفى الحديث " الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والارض الفردوس اعلاها سموا واوسطها محلا ومنها يتفجر انهار الجنة وعليها يوضع العرش يوم القيامة " فقام اليه رجل فقال يا رسول الله انى رجل حبب الىّ الصوت فهل فى الجنة صوت حسن فقال " اى نعم والذي نفسي بيده ان الله سبحانه ليوحى الى شجرة فى الجنة ان اسمعى عبادى الذين اشتغلوا بعبادتى وذكرى عن عزف البرابط والمزامير فترفع صوتا لم يسمع الخلائق مثله قط من تسبيح الرب وتقديسه "

السابقالتالي
2