الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ فان حاجوك } اى فى كون الدين عند الله الاسلام { فقل اسلمت وجهى } اى اخلصت نفسى وقلبى وجملتي { لله } وحده لم أجعل فيها لغيره شركا بان أعبده وأدعوه الهاً معه يعنى دين التوحيد وهو القديم الذى ثبتت عندكم صحته كما ثبتت عندى وما جئت بشىء بديع حتى تجادلونى فيه { ومن اتبعن } عطف على المتصل فى اسملت وحسن ذلك لمكان الفصل الجارى مجرى التأكيد بالمنفصل اى واسلم من اتبعنى وجوههم ايضا { وقل للذين اوتوا الكتاب } اى من اليهود والنصارى { والاميين } الذين لا كتاب لهم من مشركى العرب { أاسلمتم } متبعين لى كما فعل المؤمنون فانه قد آتاكم من البينات ما يوجبه ويقتضيه لا محالة فهل اسلمتم وعملتم بقضيتها او انتم بعد على كفركم وهو استفهام بمعنى الامر اى اسلموا وهذا كقولك لمن لخصت له المسألة ولم تبق من طرق البيان والكشف طريقا الا سلكته فهل فهمتها { فان اسلموا } اى كما اسلمتم واخلصتم { فقد اهتدوا } اى فازوا بالحظ الاوفر ونجوا من مهاوى الضلال { وان تولوا } اى اعرضوا عن الاتباع وقبول الاسلام { فانما عليك البلاغ } قائم مقام الجواب اى لم يضروك شيأ اذما عليك الا البلاغ اى التبليغ بالرسالة دون الهداية وقد فعلت على ابلغ وجه - روى - " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآية على اهل الكتاب قالوا اسلمنا فقال صلى الله عليه وسلم لليهود " أتشهدون ان عيسى عبد كلمة الله وعبده ورسوله " فقالوا معاذ الله وقال صلى الله عليه وسلم للنصارى " أتشهدون ان عيسى عبد الله ورسوله " فقالوا معاذ الله ان يكون عيسى عبدا وذلك قوله عز وجل وان تولوا { والله بصير بالعباد } " عالم بجميع احوالهم وهو وعد ووعيد.