الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ وَلَكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }

{ ما كان الله } مريدا { ليذر } لان يترك { المؤمنين } المخلصين { على ما انتم عليه } الخطاب لعامة المخلصين والمنافقين فى عصره { حتى يميز الخبيث من الطيب } ماز الشىء يميزه ميزا عزله وافرزه والمعنى ما كان الله ليذر المخلصين منكم على الحال التى انتم عليها من اختلاط بعضكم ببعض وانه لا يعرف مخلصكم من منافقكم لاتفاقكم على التصديق جميعا حتى يميز المنافق من المخلص بالوحى الى نبيه باحوالكم او بالجهاد او بالهجرة { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } اى وما كان الله ليؤتى احدكم علم الغيب فيطلع على ما فى القلوب من كفر وايمان { ولكن الله يجتبى } يصطفى { من رسله من يشاء } فيوحى اليه ويخبره ببعض المغيبات او ينصب له ما يدل عليها { فآمنوا بالله ورسله } بصفة الاخلاص او بان تعلموه وحده مطلعا على الغيب وتعلموهم عبادا مجتبين لا يعلمون الا ما علمهم الله ولا يعلمون الا ما اوحى اليهم { وان تؤمنوا } حق الايمان { وتتقوا } النفاق { فلكم } بمقابلة ذلك الايمان والتقوى { اجر عظيم } لا يبلغ كنهه وهذا الاجر على قدر عظم التقوى فان السير الى المقصد الاعلى والوصول الى منازل الاجتباء لا يتهيأ الا بقدمى التقى
قدم بايد اندر طريقت نه دم كه اصلى ندارد دم بى قدم   
قال ابراهيم بن ادهم بت ليلة تحت صخرة بيت المقدس فلما كان بعض الليل نزل ملكان فقال احدهما لصاحبه من ههنا فقال الآخر ابراهيم بن ادهم فقال ذلك الذى حط الله درجة من درجاته فقال لم قال لانه اشترى بالبصرة التمر فوقعت تمرة على تمره من تمر البقال قال ابراهيم فمضيت الى البصرة واشتريت التمر من ذلك الرجل واوقعت تمرة على تمره ورجعت الى بيت المقدس وبت فى الصخرة فلما كان بعض الليل اذا انا بملكين قد نزلا من السماء فقال احدهما لصاحبه من ههنا فقال احدهما ذلك الذى رد التمرة الى مكانه فرفعت درجته فهذا هو التقوى على الحقيقة ومراعاة الحقوق على الوجه اللائق ولا يتيسر ذلك الا بالتوسل الى جناب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فان غيب الحقائق والاحوال لا ينكشف بلا واسطة الرسول واليه الاشارة بقوله تعالى { وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن } الخ وكيف يترقى الى حقيقة التقوى وعالم الاطلاق من تقيد برأيه واختياره قال الله تعالىوابتغوا إليه الوسيلة } المائدة 35. فلا بد من متابعة النبى عليه السلام
حقا كه بى متابعت سيد رسل هر كز كسى بمنزل مقصود ره نيافت ازهيج او بهيج درى ره نمى دهند انران كه زآستانه او روى دل بتافت   
فالايمان بالله وبرسوله هو التصديق القلبى والارادة والتمسك بالشريعة والنجاة فيه لا فى غيره ـ روى ـ ان المؤمن اذا ورد النار بمقتضى قوله تعالى

السابقالتالي
2