الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }

{ ان الذين تولوا } اعرضوا { منكم يوم التقى الجمعان } من المسلمين والكافرين وهم الذين انهزموا يوم احد { انما استزلهم الشيطان } اى انما كان سبب انهزامهم ان الشيطان طلب منهم الزلل ودعاهم اليه { ببعض ما كسبوا } من الذنوب والمعاصى التى هى مخالفة امر النبى عليه السلام وترك المركز والحرص على الغنيمة والحياة فحرموا التأييد وقوة القلب { ولقد عفا الله عنهم } لتوبتهم واعتذارهم { ان الله غفور } للذنوب { حليم } لا يعاجل بعقوبة المذنب ليتوب والنكتة فيه ان الشيطان خلق من النار فبالشيطان ونار وسوسته استخرج من معدن الانسان حديد ما كسبوا من التولى ليجعله مرآة ظهور صفاته العفو والمغفرة والحلم وهذا قوله عليه الصلاة والسلام " لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ". ليعلم ان الله تعالى فى كل شىء من الخير والشر اسرار لا يبلغ كنهها الا هو ولا يحيطون بشىء من علمه الا بما شاء والشيطان لا يقدر على اغواء المخلصين من اهل اليقين والنورانيين وما لم يكن فى القلب ظلمة وشوب من الهوى بسبب ارتكاب الذنوب لم يكن له مجال للوسوسة فالسالكون الذين نجوا من ظلمات النفس لا يقدر الشيطان ان يقرب منهم فضلا عن وسوستهم ـ قيل ـ رأى الجنيد ابليس فى منامه عريانا فقال ألا تستحيى من الناس فقال هؤلاء ناس. الناس اقوام فى مسجد الشونيزية افنوا جسدى واحرقوا كبدى قال الجنيد فلما انتبهت غدوت الى المسجد فرأيت جماعة وضعوا رؤسهم على ركبهم متفكرين فلما رأونى قالوا لا يغرنك حديث الخبيث فاذا تنور القلب بنور المعرفة لا يحوم حوله بالوسوة الشيطان النارى. وعن ابى سعيد الخراز قدس سره قال رأيت ابليس فى المنام فاخذت عصاى لاضربه فقيل لى انه لا يفزع من هذا انما يخاف من نور يكون فى القلب. قال حجة الاسلام الغزالى فى الاحياء حكى ان ابليس بث جنوده فى وقت الصحابة فرجعوا اليه مخسورين فقال ما شأنكم قالوا ما رأينا مثل هؤلاء ما نصيب منهم شيأ وقد اتعبونا فقال انكم لا تقدرون عليهم وقد صحبوا نبيهم وشهدوا نزول الوحى ولكن سيأتى بعدهم قوم تنالون منهم حاجتكم فلما جاء التابعون بث جنوده فرجعوا اليه منكسرين فقالوا ما رأينا اعجب من هؤلاء نصيب منهم الشىء بعد الشىء من الذنوب فاذا آن آخر النهار اخذوا فى الاستغفار فتبدل سيآتهم حسنات فقال انكم لن تنالوا من هؤلاء شيئا لصحة توحيدهم واتباعهم لسنة نبيهم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ولكن سيأتى بعد هؤلاء قوم تقر اعينكم بهم تلعبون لعبا وتقودونهم بازمة اهوائهم كيف شئتم لا يستغفرون فيغفر لهم فلا يتوبون فتبدل سيئاتهم قال فجاء قوم بعد القرون الاولى فبث فيهم الاهواء وزين لهم البدع فاستحلوها واتخذوها دينا لا يستغفرون منها ولا يتوبون عنها فسلط ابليس عليهم الاعداء وقادوهم حيث شاؤوا
نه ابليس درحق ماطعنه زد كزينان نيايد بجز كار بد فغان ازبديها كه درنفس ماست كه ترسم شود ظن ابليس راست جو ملعون بسند آمدش قهرما خدايش بر انداخت ازبهرما كجا بر سر آريم ازين عاروننك كه با او بصلحيم وباحق بجنك   
من بستان السعدى.