الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

{ وما كان قولهم } بالنصب خبرا لكان واسمها ان وما بعدها فى قوله تعالى { الا ان قالوا } والاستثناء مفرغ من اعم الاشياء اى ما كان قولا لهم عند لقاء العدو واقتحام مضايق الحرب واصابة ما اصابهم من فنون الشدائد والاهوال شىء من الاشياء الا ان قالوا { ربنا اغفر لنا ذنوبنا } اى صغائرنا { واسرافنا فى امرنا } اى تجاوزنا الحد فى ارتكاب الكبائر اضافوا الذنوب والاسراف الى انفسهم مع كونهم ربانيين برآء من التفريط فى جنب الله هضما لها واستقصارا لهم واسنادا لما اصابهم الى اعمالهم وقدموا الدعاء بمغفرتها على ما هو الاهم بحسب الحال من الدعاء بقولهم { وثبت اقدامنا } اى فى مواطن الحرب بالتقوى والتأييد من عندك او ثبتنا على دينك الحق { وانصرنا على القوم الكافرين } تقريبا له الى حيز القبول فان الدعاء المقرون بالخضوع الصادر عن زكاء وطهارة اقرب الى الاستجابة والمعنى لم يزالوا مواظبين على هذا الدعاء من غير ان يصدر عنهم قول يوهم شائبة الجزع والتزلزل فى مواقف الحرب ومراصد الدين. وفيه من التعريض بالمنهزمين ما لا يخفى.